اراء و أفكـار

لماذا نريد دولة مدنية؟!

صالح الحمداني*

لان الدولة المدنية ستنظر لأفراد الشعب العراقي على أنهم فعلا: “سواسية كأسنان المشط”، ومبدأ المواطنة الذي يعني أن الفرد لا يعرف بدينه أو طائفته أو عرقه أو إقليمه أو ماله أو سلطته، وإنما يعرف تعريفا قانونيا بأنه مواطن له حقوق وعليه واجبات معروفة وواضحة ومحددة، مبدأ المواطنة هذا هو الذي يسود فوق أي تصنيف آخر وأي مسمى في الدولة المدنية!

وفق هذا المبدأ تتساوى: “الگرعة وي أم شعر”، وتتساوى في حق العيش بكرامة: أم سرحان أرملة أبو سرحان البايسكلچي، مع العلوية كميله أرملة سيد مؤمل مدير الناحية الأسبق!

الدولة المدنية تبنى على أساس التسامح والسلام وقبول الآخر، فلا كل من طبخ (تمن وقيمه) صفوي عميل خارج عن الملة ويجوز سفك دمه، ولا كل من صلى خمسا وقدس الصحابة (بخويطهم) هو ناصبي وهابي عميل لمن يدفع أكثر. العميل هو من يخالف قانونا ويحال للمحكمة بتهمة التجسس لدولة أجنبية ضد بلده ومواطنيه.

الدولة المدنية لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة، وهي لا ترفض الدين ولا تفرضه، فالدين أولا وأخيرا: مسألة شخصية، يفترض أنه عامل مهم في بناء الاخلاق وخلق الطاقة للعمل، لا لتشتيت الجهد والوقت والاموال في إثبات من الأحق في دخول الجنة دون غيره!

الدولة المدنية دولة ديمقراطية، ومبدأ الديمقراطية هذا يمنع أن تختطف الدولة من قبل فرد أو طائفة أو حزب أو عائلة. وكل ديمقراطية لا تقوم على أساس ليبرالي هي بالضرورة ديمقراطية متعصبة، لا تحقق الرغبات الحقيقية للمواطنين ولا تحمي حرياتهم.

والديمقراطية ليست انتخابات فحسب، بل هي دستور مدني ومؤسسات دستورية وقضاء مستقل وصحافة حرة.

والديمقراطية ليست على الاطلاق حكم الاغلبية – هذا وهم – انها اشتراك الجميع في صنع القرار بحيث لا تغبن الاقليات، ولا تطغى الاكثرية.

الدولة المدنية لا تقوم على أكتاف أحزاب غير ديمقراطية بتاتا، الدولة المدنية يؤسسها دعاة المدنية والاحزاب الديمقراطية الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً