اخبار العراق

الرمادي «مدينة أشباح» وقت الغروب وحملة اغتيالات تستهدف نشطاء سابقين في القاعدة

194158_Violence in anbar
عاد “وقت الغروب”، ليكون “لحظة سكون شبه تام”، في مدينة الرمادي، بعدما نشطت مجموعات مسلحة في تنفيذ حملات اغتيال تستهدف أعضاء سابقين في تنظيمات متشددة، منذ مطلع الأسبوع.
وشهدت منطقة “الثيلة الشرقية”، وسط الرمادي، منذ مطلع الأسبوع، 6 حالات اغتيال، نفذها ملثمون ضد عناصر سابقين في تنظيمات مسلحة كانت تنشط خلال الفترة الممتدة بين 2005 و2008. ويقول سكان من المدينة إن “هذه العمليات تنفذ على الأغلب بعد أن يعجر أعضاء حاليون في القاعدة عن إقناع أعضاء سابقين في التنظيم، بالعودة إلى النشاط المسلح”.

وخلال الأعوام، 2006 و2007، كانت الرمادي تتحول إلى مدينة أشباح، ابتداء من نحو الساعة الرابعة عصرا.

ويقول الشهود، إن “مسلحين ملثمين، هاجموا منذ السبت الماضي، وحتى مساء أمس الأول الثلاثاء، 6 مواقع داخل منطقة الثيلة، وقتلوا 6 أشخاص، معروفين بأنهم أعضاء سابقون في تنظيم القاعدة”. وأضاف الشهود الذين رفضوا جميعا الكشف عن أسمائهم الصريحة، خلال أحاديثهم لمراسل “العالم” في الرمادي، خشية الاستهداف، أن “المسلحين الملثمين، الذين عادة ما يستقلون سيارة لا تحمل لوحة تسجيل، ينفذون عمليات الاغتيال بعد حلول وقت الغروب بقليل”.

وتابع هؤلاء، أن “من بين الضحايا، صحاب محل لبيع المخللات، وعنصرا في حماية المنشآت الصحية”.

ويعرف سكان “الثيلة الشرقية” أن ضحايا الاغتيال أعضاء سابقون في القاعدة. ويؤكدون أنهم رفضوا معاودة الانخراط في أنشطة التنظيم، فتعرضوا للاغتيال.

ويقول الشهود إن “اختيار الملثمين للحظة الغروب من أجل تنفيذ عمليات الاغتيال، اصاب السكان بالرعب، وأجبرهم على ملازمة منازلهم قبل أن تغيب الشمس”.

ويقول أحد الشهود، أن “وضع المدينة يبدو طبيعيا حتى الساعة الخامسة من عصر كل يوم، قبل أن تبدأ المحال بإغلاق ابوابها، والشوارع بتوديع المارة نحو البيوت”.

وبالنسبة لسكنة أحياء “الثيلة الشرقية” و”شارع عشرين” و”الشركة”، وسط الرمادي، فإن “الرعب ينتشر بسرعة بسبب هذه الظاهرة الجديدة، وسط الاعتماد على توقعات متغيرة بشأن أسبابها، ما يوسع دائرة الخطر، وينذر باتساعها”.

ويبدو أن جهاز الشرطة المحلي عاجز عن مواجهة هذه الظاهرة، والتصدي لها.

ويصف السكان حال رجال الشرطة المحلية في مدينة الرمادي بالـ “مزري”. ويقول السكان إن “رجال الشرطة يشعرون بأنهم مستهدفون في أي لحظة، ولا يمكن توقع من أين سيأتي الخطر”.

وعلى هذا الأساس، لا ينتظر السكان من الشرطة المحلية أن تفعل شيئا، لأنها تعاني للحفاظ على عناصرها من الخطر.

وفي مثال صارخ على عودة تنظيم القاعدة إلى نشاطه المؤثر في الأنبار، أصيبت محكمة الرمادي، بالشلل التام، أمس الأربعاء، بعدما شهدت خرقا أمنيا، تضاربت الروايات بشأن طبيعته.

وقال مصدر أمني في شرطة الرمادي لـ “العالم”، إن “انتحاريا فجر نفسه صباح الأربعاء، في مدخل محكمة الرمادي، وسط المدينة”، موضحا أن “الانتحاري على ما يبدو كان يحاول إطلاق عملية لتهريب معتقلين جيء بهم الى المحكمة”.

واضاف المصدر، أن “إطلاق نار من جهات غير محددة، أعقب التفجير في مدخل المحكمة”. لكن شهود عيان، قالوا إن “قناصا أطلق النار نحو حرس سيارة تقل معتقلين، كانوا متجهين الى المحكمة”، مؤكدين أنهم لم يسمعوا دوي انفجار في محيط المنطقة.

ويقول الشيخ علي حاتم السليمان، إن “ساحة الاعتصام مفتوحة للتفتيش”. وهو يرد على سيل من الاتهامات بأن ساحة اعتصام الأنبار تؤوي مسلحين مسؤولين عن حملة الاغتيالات الأخيرة في الرمادي.

ويضيف الحاتم، وهو شيخ عشيرة، كان حليفا سياسيا للمالكي، قبل أن ينقلب عليه وتبنى حملة انتقادات منظمة للحكومة، إن “ساحة الاعتصام متهمة عند وقوع كل خرق أمني(..) سيتهمون الساحة بالمسؤولية عن فشل حمل أي امرأة في الأنبار”.

ويوضح الحاتم، وهو أحد أبرز وجوه ساحة الاعتصام، المناهضة للحكومة المركزية، إن “المسؤولين عن الأمن، يحاولون أن يتخلصوا من تبعات التقصير، فيلقون بالتهم على كل من تقع عليه أعينهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً