اراء و أفكـار

عمار الحكيم ..رؤية مستقبلية .!

فلاح المشعل*

انتقل السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ، الى مرحلة تشخيص العاهات الإدارية والتنظيمية في بنية الدولة ، وتحديد فلسفتها العملية.

وعبر تحديد اخطاء المرحلة الراهنة التي لخصها بوصول شخصيات لمواقع ادارة الدولة (امنيا ، اداريا ، خدميا ، سياسيا) ليس بموجب شروط الكفاءة والنزاهة والقدرة الوظيفية ، بل في شروط اخرى (مثل دفع الأموال والوساطات ) تسببت في تراجع الخدمات وتراكم الفساد وانهيار الدولة .
انتقال السيد الحكيم لمرحلة تشخيص هذه الحقائق ، يعني الوصول الى نقطة بث الرؤى لوضع العراق مابعد المالكي والخراب الذي تسببت به سوء ادارته لمجمل الملفات المذكورة .
وضع برنامج عملياتي يبدأ من تحديد أولويات المنهج ووضوح الرؤيا ، وتلك البداية لعمري هي ميزان الوعي النافذ لعمق المشكلة العراقية التي تتناسل عنها بقية المشكلات .
الشيء المهم الذي اقترح ان يضعه السيد الحكيم في خطاباته و سلسلة توجيهاته لقواعده التنظيمية والفكرية ، ويشيعه في أجواء التغيير التي ينبغي ان ينطوي عليها البرنامج الإنتخابي في عمقه السياسي ، هو تحرير او عملية التغيير والتصحيح الديمقراطي ، الذي يحرر السلطة التشريعية من هيمنة السلطة القضائية وتواطئها مع السلطة التنفيذية ، وهو ماجعل البرلمان العراقي اشبه بمكتب استشاري لرئيس الحكومة وليس سلطة شعب تملك حق قانوني ومطلق في تشريع القوانين .
هذه الحلقة اذا اقدمت عليها التشكيلة السياسية المقبلة ، ربما تعيد التوازن للحياة الديمقراطية والدستورية التي جمدتها اوامر مكتب رئيس الوزراء ، ويمنح الاستقلال الفعلي للهيئات المستقلة التي لم يبق فيها من استقلال سوى اسمها .
الأشارة الأخرى المهمة التي يجب ان ينال ريادتها برنامج السيد الحكيم ، وهي وضع معالجات نقدية وتقويمية للنظام الإقتصادي في البلاد الذي يعيش حالة من الفوضى وغياب المنهج والتطبيقات الخاطئة ، واذ تحسب له انتباهته المبكرة في جعل مدينة البصرة العاصمة الإقتصادية للبلاد ، فأن الوضع الإقتصادي المتخلف يعرقل كثيرا التنمية الإجتماعية ويشجع على اجواء الإضطراب السياسي .
انتقال السيد الحكيم لمرحلة التشخيص ووضع رؤية مستقبلية للبلاد يعطي حضورا استباقيا يشعرالآخرين بأهمية التغيير والمشاركة فيه ، عبر انتخابات يجب ان ترسم للناس بوضوح ، ماذا تريد هذه القائمة او الحزب ؟ ولماذا تعطى له الأصوات والفرصة في تسنم ادارة البلاد ؟
واذ يحصل هذا في نشاط استعادي مكثف عبر حلقة استشراف المستقبل الوطني القريب ، فأن اكثر القوائم والبرامج الإنتخابية لم تزل تعيش واقع الرغبات الحلمية بزوال حكومة المالكي الفاشلة دون ان تعطي بديلا نوعيا في الرؤيا والعمل التصحيحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً