اراء و أفكـار

كاوة كَرمياني: لم يصمُت ، فقُتِل

امين يونس*
” كاوة محمد ” أو ” كاوة كَرمياني ” .. صحفيٌ شاب في الحادية والثلاثين من العُمر، من أهالي مدينة كلار. كانَ عاشقاً للكلمة الحُرة .. مُنخرطاً في كُل الفعاليات المدنية، المُدافعة عن حُرية التعبير، في أقليم كردستان .. متصدراً للنشاطات الداعية.
للكشف عن المجرمين الذين قاموا بإغتيال الصحفيين والناشطين والمثقفين.. بدءاً بالمغدورَين الشابَين ” سوران مام حمه ” و ” سردشت عثمان ” .. والكشف عن مُرتكبي الإعتداءات على الصحفيين ، أمثال ” ئاسوس هردي ” والعشرات غيره ممن تعرضوا لمحاولات الإغتيال والضرب والتهديد .
كاوة كَرمياني ، رغم كونه من عائلة فقيرة .. رغم كونه في مُقتبل العُمر ومسؤول عن زوجة وطفلَين .. فأنه لم ينحني .. لم يُطَبِل للحُكام .. لم يتملق المسؤولين .. لم يُهادِن .. ولم تخيفه التهديدات .. بل إضطلع بالعمل المُثابر والجاد ، في ملفات الفساد ، بصورةٍ عامة ، ولا سيما في منطقة كلار .
في التاسعة من مساء أمس الخميس 5/12/2013 .. دق جرس باب منزل ” كاوة كَرمياني ” ، فخرجتْ أمه وفتحت الباب، ووجدتْ شخصَين، قالَ أحدهما ، أنهم أصدقاء كاوة، ويريدون رؤيته .. طلبَتْ منهم الدخول، لكنهم قالوا، انهم مستعجلون. فذهبتْ لتنادي إبنها. وما أن خرج، حتى تعالى أزيز الرصاص .. فهرعت الأم والزوجة .. فوجدتا ” كاوة ” مُضّرجا بدمائه .. ولا أثر للأشخاص ولا للسيارة التي جاء بها القتلة ! . هذه كانتْ نهاية هذا الإنسان البسيط الطيب .
………………………
كما قال الصحفي ( رحمن غريب ) مسؤول منظمة ميترو ، والتي مقرها السليمانية : ” .. ان ( كاوة كَرمياني ) ، لم يُصَب بجلطة ، ولم يُقتَل في معركة ، ولا في حادث سيارة ، ولم ينتحر .. ان كاوة اُغتيلَ عن سبق إصرارٍ وترصُد ، وبتخطيطٍ مُسبَق من جهةٍ لها كل الإمكانيات والتغطية ..) .
ترى مَنْ يستطيع ، القيام بمثل هذه العملية ، في شارعٍ مُزدحم بالناس في ساعة وقوع الجريمة ؟ في مدينةٍ آمنة، لم تشهد أي عمليات إرهابية او خروقات أمنية منذ سنواتٍ طويلة. مَن يستطيع ان يسوق سيارة ويطلق الرصاص ثم يختفي بسهولة، في مدينةٍ مُسيَطَر عليها بصورةٍ مُحكَمة من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية ؟
علماً ان المغدور ” كاوة كَرمياني ” وبشهادة أهله وأصدقاءه .. لم يكن له أعداء ولا مشاكل، وكانت علاقاته حسنة مع الجميع .
عشرات جرائم الإغتيال والإعتداء بالضرب المبرح والتهديد، بحق الصحفيين .. خلال الأعوام القليلة الماضية .. مّرتْ دون الكشف عن الجُناة ولا القبض على الفاعلين . هل ستذهب دماء كاوة كَرمياني هدراً ، أيضاً ، ويُسّجَل الحادث ضد مجهول ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً