اخبار العراق

انتحاري (مول كركوك) ابن عم برلماني كردي.. وأمن السليمانية أحرقه لتغطية الدليل

IRAQ-UNREST-KIRKUK

كانت أولى الضربات الموجعة والدامية التي نفذها تنظيم القاعدة، بجناحه العراقي “داعش” بكركوك خلال العام الحالي، كانت في الاول من كانون الثاني الماضي ضمن سلسلة تفجيرات استهدفت ايضا ديالى وبابل، وخلّفت مقتل 22 شخصا وجرح نحو 50 آخرين، بينهم 3 من ضباط الشرطة، ولنحو عام كانت “مدينة النار الازلية” مستهدفة بشكل “مُلِحٍ ومثير”، وانته المسلسل – حتى الان – بهجوم دراماتيكي على مقر استخبارات ومن ثم تحصن مهاجميّن من عناصر ” الدولة الاسلامية في العراق والشام” الستة، بمجمع تجاري.

“الغزوة” الجديدة لتنظيم القاعدة، والتي جاءت في سياق هجمات مماثلة شنت منذ صيف العام 2012 على مقار للاستخبارات في بغداد، ومن ثم في تكريت واربيل، رغم انها لم تكن الاعنف، لكنها الاكثر شراسة. فالعملية استمرت نحو 12 ساعة متواصلة، بثت اغلبها على الهواء مباشرة.
“داعش” تبنت الهجمة واسمتها بـ”غزوة ابو مصعب الانصاري”، والتي صنفتها ضمن ما يعرف بـ”حصاد الاجناد” وهي سلسلة عمليات اطلقت اوائل العام 2012، ثأراً لما اسمته بـ”الدفاع عن اهل السُنة”، رغم ان عملية كركوك لجهة التكتيك والتنفيذ كانت اشبه بـ”عمليات هدم الاسوار”.
وقالت “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في بيان رصدته “العالم الجديد” نشر على منتدى اجتماعي مقرّب من “القاعدة”، ان العملية نفذت بناءً على “توجيه من وزارة الحرب في الدولة الإسلامية في العراق والشام وضمن سلسلة (حصاد الأجناد) والتي بدأت من ولاية الأنبار، مروراً بولاية بغداد وشمال بغداد وديالى وصلاح الدين ونينوى، وصولاً الى ولاية كركوك”.

وكشفت “داعش” في بيانها تفاصيل عن الاقتحام والعملية، بأنه “تم تجهيز ستة من الاستشهاديين، واحد بشاحنة مفخخة، والخمسة بالأحزمة الناسفة وسلاح الكلاشنكوف، والرمانات اليدوية وكمية من الذخيرة، فبدأت الغزوة في الساعة 1:15 ظهرا باقتحام الاستشهادي بشاحنته المفخخة، (…) وفجرها ببابِ المقر ليفتح الطريق لإخوانهِ من بعدهِ، فاقتحم ثلاثة من الإنغماسيين مقر المديرية بعد أن ترجلوا من سيارتهم وبدؤوا يقطفون رؤوس الطواغيت بالرشاشات والرمانات اليدوية قرابة الساعتين ثم نفذوا بأحزمتهم الناسفة على القوات المساندة التي حاولت إقتحام المديرية”.

واشارت الى ان “(عنصرين هجما) على شرطيين كانا أمام المول التجاري الذي يقع أمام مديرية الاستخبارات الواقع على طريق بغداد ليقطعا الإمداد على القوات المساندة، وبقيا (…) حتى الساعة 12:00 ليلاً يقنصان ويقتلان كل مرتدٍ (بحسب البيان) يظهر لهم ثم نفذا بأحزمتهم الناسفة على من حاول دخول المول من المرتدين”.
ونوهت الى ان العملية تزامنت مع تفجير 14 عبوة ناسفة داخل كركوك لمنع المرتدين من الوصول الى المديرية. غير ان مصادر الشرطة لم تذكر اياً من ادعاءات “داعش”.

و”ابو مصعب الانصاري”، انتحاري سعودي فجر نفسه على نقطة تفتيش للجيش العراقي في الموصل العام الماضي. واسفرت عملية كركوك عن مقتل 11 شخصاً واصابة 70 اخرين، عوضاً عن “الانغماسيين”.

 وبُعيّد ساعات من السيطرة على “جواهر مول” اثر احراقه. نشر مغرّد “جهادي” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تابعته “العالم الجديد” صورتين قال انهما لـ”الانغماسيين” اللذين نفذها عملية اقتحام استخبارات كركوك.

 وبيّن المغرّد (@هدم الاسوار) ان “شكار فايق حمه أمين، وابو مقدسي الكردي، كانا ضمن الانغماسيين في عملية اقتحام استخبارات كركوك”، لافتاً الى ان “حمه أمين من اهالي حلبجة”.

 وبينما رجحت مصادر امنية في كركوك، عشية الاقتحام، ان يكون تنظيم “انصار الاسلام” السلفي الجهادي وراء العملية، رشحت معلومات اخرى تفيد ان الكرديين كانا يقاتلان ضمن مجموعات القاعدة في سوريا.

 وأبلغ مصدر مطلع في السليمانية “العالم الجديد”، ان “الانتحاري شكار فايق حمه أمين، هو ابن عم النائب في برلمان اقليم كردستان عن الاتحاد الاسلامي الكردستاني سوران عمر”، مستدركا انه “حم هامين قد يكون احد اقرباء عمر من الدرجة الثانية او الثالثة”.

 ولم يتسن لـ”العالم الجديد” الاتصال بالنائب سوران عمر، للوقوف على صحة المعلومة. فيما لم ترشح اية معلومات موثوقة الجهة والمصدر بشأن “الانغماسي” الثاني.

 وفي ملابسات الحدث، الذي وصفه قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي بـ”المهزلة”، وطرح مبادرة امنية بالقضاء على الجيب المقاوم والمتحصن في مبنى “جواهر مول”، والذي يبعد مسافة 200 م عن مقر الاستخبارات خلال نصف ساعة، كشف مصدر مطلع في ديوان محافظة كركوك لـ”العالم الجديد” ان “محافظ كركوك نجم الدين كريم امر القوات الامنية واغلبها من الاجهزة الكردية بعدم التدخل لفض الهجوم والقضاء على الارهابيين داخل المول خلال وقت قياسي”.

 ونوه الى ان “مدير شرطة الاقضية والنواحي العميد سرحد قادر، خالف اوامر المحافظ، رغم عدم مسؤوليته عن قاطع العمليات، وشن هجوماً على الارهابيين في بادئ الامر”، مبيناً ان “حالة من العناد كانت بين كريم وقادر بشأن الهجوم”.

 ويعد محافظ كركوك نجم الدين كريم قيادياً كبيراً في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس الغائب جلال طالباني، فيما ينتمي قادر الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

 وأشار المصدر الى أن “كريم منع الأجهزة الأمنية في المحافظة وقيادة عمليات دجلة من التدخل، ما اطال بأمد العملية، ريثما تصل قوة من أسايش السليمانية استقدمها لانهاء العملية”.

 ونبّه المصدر الى أن “قوة الاسايش وصلت في وقت متأخر من مساء الاربعاء الى كركوك وحاصرت مبنى جواهر مول، وقامت باحراق الطابق الاول من المول لمحاصرة الارهابيين الاثنين اللذين تحصنا في الطابق الاخير من المبنى”، مشيراً الى ان “خطة قوة السليمانية اقتضت محاصرة الارهابيين بحريق ومنعهما من التسلل، ما ادى بالنتيجة الى تفجير نفسيهما”.

 وكذّب المصدر رواية إدارة كركوك، بان الحريق نجم بالاساس من تفجير الارهابيين نفسيهما في المول، كما رفض الرواية الامنية بان الانغماسيين قاما بتفخيخ المول.

 ورأى بأنه “لو فخخ المول فعلاً، لانفجر واحدث اضراراً كبيرة قد تؤدي الى انهياره بالكامل، او انهيار جزء منه”.

 الحادثة دلت على علامات استفهام كبيرة، من بينها مطاولة الانتحاريين الاثنين اللذين نفذا الى المبنى، وقاوما العناصر الامنيين لساعات من الطابق الاخير.

 مصدر بلدي في المنطقة المحيطة بالمول، أبلغ “العالم الجديد” في اتصال هاتفي، ان “عنصرين لم يتم التحقق من هويتهما قاما باستئجار محلٍ او مخزن في الطابق الاخير من المبنى، ونقلا اليه اغراضاً على انها بضاعة قبل عدة ايام، كانت على ما يبدو اسلحة وذخيرة”.

 وذكر طالباً عدم الكشف عم اسمه ان “العنصرين الارهابيين اللذين تحصّنا بالطابق الاخير، كانت لديهما كمية جيدة من الذخيرة، لا يمكن لهما ان يحملاها اثناء تنفيذ العملية، ما لم تكن مخزّنة اصلاً في الموقع”.

 ومبنى جواهر مول، بحسب المصدر البلدي، يقع ضمن منطقة تعرف بشارع بغداد، ذات اغلبية تركمانية، والمول المستهدف يملكه تجار تركمان، من بينهم سياسيون كبار في الجبهة التركمانية.

 من جهتها، اتهمت الجبهة التركمانية في كركوك، على موقع “افكار حرة” المحافظ نجم الدين كريم والعميد هلكوت، بتهريب الانتحاريين الاثنين اللذين قاوما في المول، لقاء اطلاق سراح رهائن، ومبلغ قدره 500 الف دولار، للتغطية على الفشل الامني”، لافتة الى أن “الارهابيين كانا من منطقة حلبجة في السليمانية”.

 وفي تصريح صحفي نقلته “الوكالة الاخبارية للأنباء”، حمّل النائب عن الجبهة التركمانية حسن اوزمن، محافظة كركوك والاجهزة الامنية في المحافظة “مسؤولية الخرق الامني الكبير (…) والكارثي”.

 وكذّب اوزمن الرواية الرسمية التي تحدثت عن قتل جميع المسلحين، وعدّها بـ”غير الدقيقة”، مشددا على ان “معظم المسلحين هربوا من المبنى قبل احتراقه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً