إرهابيو سورية
هناك تساؤل من المحتمل أن لا نجد إجابة عنه؛ كون الاختلاف على مفهومه ظاهراً للعيان، ذلك السؤال: من هم الإرهابيون في سورية، وكيف يتم تصنيفهم، ومن يصنفهم، وما المعايير التي قام عليها ذلك التصنيف؟
أسئلة تظل دون إجابة؛ لأن الاطراف المنخرطة في الأزمة السورية غير متفقة اساساً على الخطوط العريضة، فكيف بنا بالتفاصيل رغم اهميتها في التعامل مع الازمة من جميع جوانبها.
تصريح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف حول مهمة روسيا في سورية هي تحريرها من التنظيمات الإرهابية والحيلولة دون تقسيم البلاد، وأن الهدف من التواجد الروسي في سورية: «ليس إقامة قاعدة مؤقتة؛ إنها وسيلة لتحقيق الهدف الذي أعلنه الرئيس (بوتين) وهو مساعدة السلطات السورية المشروعة في قتالها لداعش وغيره من التنظيمات الإرهابية. يجب تحرير الأرض السورية.»
حديث يأتي ضمن سياق الإستراتيجية الروسية في سورية، وهذا أمر طبيعي إذا حددنا أهداف روسيا من الأزمة السورية، ولكن ما لم يفسره المتحدث باسم الكرملين ما هي التنظيمات الإرهابية الاخرى عدا عن داعش، خاصة إذا تبنت موسكو وجهة نظر النظام السوري، وهذا أمر متوقع حدوثه بنسبة كبيرة، إذاً سيصبح الجيش الحر الذي يعتبر جهة معتدلة، انتماؤها وطني، كما هو معروف سيصبح تنظيما ارهابيا كما داعش وجبهة النصرة حتى بعد تغيير اسمها الى جيش الفتح، سيصبح كل من يرفض وجود النظام السوري على هرم السلطة ارهابيا، إذاً اين ذهبت الثورة السورية والضحايا الخمسمائة ألف والمشردون والمهجرون بعشرات الملايين، كل هؤلاء نعتبرهم ضمن قوائم الإرهاب، ليس لأنهم طالبوا بإصلاحات رفضها النظام، ورد عليها بالحديد والنار، وحولها من ثورة سلمية الى ثورة مسلحة جعلت من سورية خراباً كلها من أجل أن يستمر نظام دموي مصلحة البلاد والعباد لا قيمة لها عنده.
تبني روسيا لوجهة نظر النظام السوري في تصنيف التنظيمات الإرهابية جانبه الصواب؛ ذلك أن النظام يعتبر كل معارض له إرهابياً، وبالتالي سيصبح جل الشعب السوري منضوياً تحت قائمة الإرهاب وعليه يجب التخلص منه، ويبقى فقط من لا يعارض النظام.
نقلا عن “الرياض”