اراء و أفكـار

مستحيلات الشيطان

حاتم حسن*

عن دهاء خطير، أو بغباء مطلق، طوحت أمريكا بالعراق إلى هذا المصير المريع، وأحاطته بكل الظروف والعوامل لكي ينتهي كبلد وشعب ويتقدم رحلة عرب ومسلمين إلى الهلاك.

طلعَ علينا ذلك السياسي بدعوة متميزة وغير معهودة بالجرأة والثقافة والعزم على قول ما يتوجب قوله.. فالمصالحة والعودة إلى (أجواء الرحمن) ولعن الساعة الشيطانية ومهرجانها في الفساد والشر والعدوان والكراهية، تبدأ بالنية الطيبة والصادقة والشجاعة وبأن تسمى الأشياء والوقائع والحالات بأسمائها.. ومهما كانت عواقب التسمية من صدمة ورعب وخرق لقناعات ويقينيات نهائية.. وهذا يقتضي أطرافا تؤمن بالحوار وحوار جسور واحتمال أن يكون الطرف الآخر على حق ويقتضي تبني موقفه أو احترامه كواحد من ممكنات الحياة.. فهل يوجد بين الطبقة السياسية السائدة مثل هذا العقل؟؟ هل من يقول للطرف الآخر بوضوح وجلاء بأنه يضمر ما ليس يعلنه وانه كان ينكر وجود غيره… بينما يأتي الرد بان المقابل يعمل على إبادته… والخ فهل هذا ممكن ونحن.. كصحافة.. لا نجرؤ على طرح عينات من وقائع وممارسات تتردد على ألسنة وفضائيات العالم؟؟
لا علاج للمرض بدون تشخيصه.. ونحن بمرض لا من يتجاسر ويقترب مجرد اقتراب منه.. وليس كافيا تشخيص و تسمية مأساة العراق بالطائفية على أهميتها وغزارة وقوة فعلها في عقول الجهلة وحجم المتكسبين منها.. والأخطر.. لا يمكن تأشير الأرواح والأشباح والملائكة ودعوتها إلى طاولة الحوار السياسي… مثلما لا يمكن التفاعل مع أفكار موتى من ألف عام.. ولا مع أحفاد مطمورين بأكداس ألف عام…
الدعوة لرفع الخطوط الحمراء في الحوار ويمكن لهذا الطرف أن يفصح عن نياته وقناعاته ويقول للآخر بان العراق يكون أفضل بدونه.. ويرد الآخر بأنه مبعوث العناية الإلهية لتطهير العراق من شره… مع يقين كل طرف انه لا عواقب صعبة على كشفه لنياته وخفايا قلبه.. فهل هذا ممكن؟
وهل توفرت مثل هذه الثقة في بلد الذروة من الغدر والفساد والقسوة والضراوة؟؟؟
الطائفية ذاتها هل تعتمد على إيمان؟؟ وهل في الامثولات المختلفة ما تراءت بعض ملامحهم في السياسيين؟؟ ومن سرق اكبر ثروات الأرض سوى المبحوحة أصواتهم والمتهرئة أقدامهم والمصابين بالإعياء لقيامهم الليل في العبادة والبكاء؟؟
أمريكا، بعبقرية أو بغباء وضعت العراق في دائرة مغلقة من المستحيلات.. و وظفت لإدامة خرابه كل الجهالات ومكبات التاريخ وخبث الخبثاء وجشع الجشعين ومن يفتقدون لأبسط المشاعر الإنسانية.. وصار أقطاب الشر أمام خيار الوجود أو الفناء.. بل ان السؤال البسيط ليصعب على إنسان الرعاع عمن هو الطرف المتضرر من إقامة دولة المواطن؟؟… وما لم تكن أمريكا ضحية وهم وخطأ ولحظة غباء وتعيد حساباتها وتكفر عن ذنبها الفاحش فان النهاية ستكون سابقة.. وظهور المنتظر..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً