نتنياهو يخشى مفاجأة أوباما ويطمح لتفاهمات مع ترامب
يخشى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن يفاجئه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بما تبقى له من أسابيع في البيت الأبيض، في الوقت الذي يطمح فيه للتفاهم سريعاً مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.
ويبقى الرئيس الأمريكي، أوباما، في البيت الأبيض حتى العشرين من شهر يناير/كانون ثاني المقبل، وهو اليوم الذي يؤدي فيه الرئيس المنتخب ترامب اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة.
وتسود مخاوف أوساط رئيس الوزراء الإسرائيلي، من أن يعمد أوباما حتى ذلك الحين إلى تأييد مشروع قرار عربي ضد الاستيطان أو طرح محددات لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر خطاب أو قرار في مجلس الأمن.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، لم تؤكد المصادر الأمريكية هذا المسعى، ولكنها لم تنفيه في ذات الوقت.
غير أن نتنياهو سارع للتحذير، وقال خلال كلمة في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي مساء الأحد الماضي:” نتصدى بحزم لأي محاولات لفرض الاتفاقات الدولية أو لمحاولات فرض التسوية التي لن تؤدي سوى إلى تصليب مواقف الفلسطينيين وإبعاد السلام”.
ولم تكن العلاقة ما بين نتنياهو وأوباما في أفضل أحوالها، على مدى السنوات الماضية وظهرت خلافاتهما إلى العلن في أكثر من مناسبة.
وبرزت الخلافات لدى معارضة إدارة أوباما التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وأيضاً خلال وبعد التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.
ورأى محللون إسرائيليون بارزون، إن مصادقة اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع مساء الأحد الماضي، على مشروع قانون “التسوية” الذي يتيح مصادرة أراض فلسطينية خاصة لغرض الاستيطان قد يؤدي إلى مواجهة جديدة بين نتنياهو وأوباما.
وكتب باراك رافيد، محلل الشؤون الدبلوماسية في صحيفة “هآرتس″:” لا يوجد أي منطق بتمرير قانون كهذا قبل مغادرة باراك أوباما للبيت الأبيض، في 20 يناير /كانون الثاني المقبل”.
وأضاف رافيد:” دفع مشروع القانون هذا، يشكل تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء بالنسبة للمجتمع الدولي، وفي الواقع، يدفع أوباما نحو خطوة ضد المستوطنات في مجلس الامن الدولي، وهو ما امتنع عنه منذ دخوله الى منصبه في 2009″.
وشاركه في الرأي الكاتب الشهير في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم بارنياع الذي كتب أمس في الصحيفة واسعة الانتشار:” لقد تخوّف نتنياهو من اقتراح أمريكي يتم تمريره في مجلس الأمن، ومن اجل طمأنة أوباما يحتاج الى قضاة المحكمة العليا، هذا ليس الوقت الصحيح للتسبب لهم بالغضب بسبب قانون تشريع البؤر الاستيطانية”.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، قد أمهلت في ديسمبر/ كانون أول 2014 الحكومة الإسرائيلية حتى الخامس والعشرين من الشهر المقبل، لإخلاء مستوطنين من مستوطنة “عامونا” بعد ثبوت إقامتها على أراض فلسطينية خاصة، وسط الضفة الغربية.
وطلب نتنياهو من المحكمة تمديد هذه المهلة لمدة 7 أشهر، غير أن المحكمة لم تبت بعد بهذا الطلب الذي رفضه أصحاب الأراضي الفلسطينيون الذين أقيمت “عامونا” على أراضيهم.
ورأى محللون إسرائيليون، أن نتنياهو أراد بهذه المهلة، أن تمر الفترة الحرجة حتى انتهاء ولاية أوباما قبل أن يقرر عدم الاخلاء.
ولكن نتنياهو يسعى في ذات الوقت لتوطيد علاقاته مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والاستماع منه إلى مواقفه عن العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية وحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وقال في كلمته مساء أول أمس:” أتطلع إلى الأمام، أي إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إنه صديق حقيقي لإسرائيل وتربطنا علاقات التعارف منذ أمد”.
وأضاف:” انتظر موعد قيامي بزيارة لواشنطن كي أعمل مع ترامب بروح التعاون الكامل، وأُضيف مقومات هامة أخرى لنسيج العلاقات بين الدولتين”.
وجدد نتنياهو تأكيده على أن جوهر سياسته، تتمثل في “تعزيز التحالف الراسخ مع الولايات المتحدة، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية غربي (نهر) الأردن، والتصدي الحازم للتهديد الإيراني”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي:” قد يؤدي الانفراج الحاصل في علاقاتنا مع الدول العربية إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وفي نهاية الأمر إلى تحقيق التسوية السلمية”.
ليس نتنياهو وحده، من يعتقد أن علاقاته ستكون أفضل مع السيد الجديد للبيت الأبيض.
فقد كتب يورام اتينغر في صحيفة “إسرائيل اليوم”، المقربة من نتنياهو، قائلاً:” مفاهيم ترامب ونائبه مايكل بانس، والمستشارين ستقود الى تقليص الفجوات بين اسرائيل والولايات المتحدة، وتعميق التعاون على أساس عامل مشترك من القيم اليهودية- المسيحية، التهديدات والمصالح المشتركة، ومساهمة اسرائيل المميزة في المصالح الأمنية والمدنية”.