اراء و أفكـار

مراقب سياسي: الشيخ جمال الضاري والانتقادات المغرضة التي يتعرض لها

بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا ينقمون من جمال الضاري ؟
قرأنا وسمعنا كثيرا في الأونة الأخيرة انتقادا لاذعا للشيخ جمال الضاري ومن جهات عديدة ، وبعد التدقيق في منْ كتب أو انتقد وجدتُ أنّ أكثرهم لا يعرف الشيخ جمال الضاري معرفةً شخصيةً ولم يجاوره ولم يسافر معه أو يشاركه في مال أو تجارة أو نسب ، فمن أين جاءتهم هذه المعرفة كي يكتبوا عنه هذا الكلام ؟
قلت في نفسي لعلهم قرءوا مشروعه الوطني الذي طرحه مؤخرا ووجدوا فيه خرقا للمبادئ والثوابت الوطنية والدينية والأخلاقية والتي قاوم بها العراقيون الإحتلال الأمريكي لبلدهم ، والمفاجئ في الأمر أنّ أغلب منْ كتب أو انتقد أو سكت عن الانتقاد راضيا بما يسمع أو يقرأ وجدتهم يدعون إ.لى نفس المبادئ التي يدعو لها مشروع الشيخ جمال الضاري .
فماذا ينقمون منه ؟
لقد انتقد البعض جمال الضاري لأنه خرج عن هيئة علماء المسلمين ، والكل يعرف ويعترف حتى أعضاء الهيئة أن جمال الضاري لم يكن عضوا في هيئة العلماء يوما من الأيام ، وأنه كان مكلفا من زعيمها الراحل الشيخ حارث الضاري رحمه الله في مهمات خاصة ، والذي سمعناه عن الشيخ حارث أنه يعرف مقادير الرجال وأنه لا يضع ثقته بشخص إلا أنْ يكون هذا الشخص أهلا للثقة ومؤهلاً للقيام بمثل هذه المهمات الجسام والتي كلف بها الشيخ الراحل إبن أخيه جمال ، وأحسب أنّ جمال قام بكل ما أُنيط به على أكمل وجه وإلا لما مات الشيخ حارث وهو راض عنه .
وانتقد البعض جمال الضاري لأنه يُقيم مؤتمراته في الدول الأوربية وأنه يفتح المحاور والحوارات مع بعض الشخصيات الأمريكية ، وقد غاب عن هؤلاء المنتقدين أنّ الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي ركنان أساسيان في صياغة السياسات العالمية ، وأن تحريك الساكن أو اسكان المتحرك في اللعبة الدولية بين أيديهم ، وأنّ أيّ قرارات مؤثرة في الملف العراقي لن تتحقق إلا بالتنسيق مع هذه الدول وخصوصا الولايات المتحد ، والغريب إن كثيرا ممن انتقد عندما تساله عن الحل يقول لك إنه بيد أمريكا ، وإذا ما قام شخص له تأريخه واسمه بعرض مشكلة العراق على هذه الدول وبكل موضوعية وإخلاص قامت قائمة هؤلاء عليه .
وانتقد البعض جمال الضاري لأن عنده بعض المال ، ونسي هؤلاء أو تناسوا أين ينفق الشيخ جمال هذا المال ، ولو أنّ شخصاً غيره وبغير تفكيره لسخر المال لنفسه وأهله وترك هذا الشان لهؤلاء وغيرهم ، لكنّ إنفاقه من ماله ووقته لخدمة قضية العراق دليل على إن جمال الضاري ليس كما يصفه خصومه والذي لا يدري كثيرٌ من الناس لما خاصموه وماذا يريدون منه .
ونحب هنا أن نسال سؤلاً ونترك الجواب للعقلاء وأصحاب الضمائر النظيفة ، ما هو الحل برأيكم لمشكلة العراق ؟
هل الحل في الجلوس مجلس المتفرج المتحسر على ما آل إليه حال البلد ، هل الحل بالمشاريع الوهمية التي تطرحها بعض الجهات العاملة في الساحة كحزب البعث وهيئة علماء المسلمين والمجلس السياسي وغيرهم ممن تفرقوا واختلفوا داخليا وخارجيا وصاروا لافتاتٍ لشعاراتٍ برّاقةٍ أكل الدهر عليها وشرب ، وهل ينتج العمل وينبت الزرع إلا بالمال الساند وبالموقف الشجاع وبالقيادات الشابة والتي يتكئ عليها العمل الجاد لتحرير العراق وليس بعاجزين حساً ومعنى يتكئون على عكاز يحمل أقدامهم لتصل إلى دورة المياه .
كيف ستحررون حرائر العراق واللاتي يبتن في العراء أو في سجون الإحتلال الصفوي ، هل بالانتقاد والهجاء لكل من يريد أن يجد حلا لمشكلتهن أم بالتعاون ووضع اليد باليد للوصول إلى بر الأمان .
فسبحان من خلق الحسد وجعل ثلاثة أرباعه في العراق وخصوصا بين من امتلك قلما للكتابة وله دواة مليئة بالحبر ولكنها خالية من كل مبدأ أو مروءة أو موضوعية .
أيها المنتقدون لجمال الضاري أو لكل صاحب مشروع يريد به إيجاد الحل في العراق ، اعلموا أن الشعارات لا تُحقق من النتائج إلا التنفيس عن نفوس كاتبيها ، أما الحلول للمعضلات فلا تكون إلا بالعمل والتضحية والشجاعة والإقدام ، وقد صدق الشاعر إذ يقول :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إنّ التشبه بالكرام فلاح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً