اراء و أفكـار

وليد المعلم وصناديقه الخشبية المهترئة

داود البصري

بعد طول غياب وإنزواء شبه تام عن الساحة السياسية ظننا انه قد رحل للعالم الآخر، أطل علينا رئيس الديبلوماسية الشبيحية السورية الرفيق المناضل وليد المعلم بعد إزدياد حدة الهجمة المافيوزية الروسية- الصفوية- الشبيحية، بتصريحات عنترية تافهة يهدد بها الأطراف العربية والدولية المساندة للشعب السوري بأن نظامه سيرسل كل من يتدخل في الشأن السوري في صناديق خشبية، وهو تهديد أهوج وسخيف ومثير لكل عوامل السخرية، فالجميع يعرف وأولهم المعلم الذي لايتعلم من إنتكاسات نظامه، ان النظام السوري من كثرة المتدخلين الخارجيين في الشأن السوري تحول لمجرد «شرطي مرور» ينظم سير القوات الإيرانية الغازية والعصابات الطائفية المتحالفة معها والقادمة من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وحتى المرتزقة الروس وجميع فصائل الأنس والجان! المعلم يبدو أنه منتشيا بالإنتصارات الوهمية التي حققها جيشه وتقدمهم في ريف حلب بمساندة الطيران الروسي وجهود الحرس الثوري الإيراني، أما الصناديق الخشبية التي يتحدث عنها فهو يقصد أجمالا توابيت «الباسيج» والحرس الثوري الإيراني التي ملات البر السوري حتى ضاقت عنه، والتي أتبعتها توابيت الطلائع الأولى للجيش الروسي الذين إصطادهم المجاهدون السوريون الأحرار في ريف اللاذقية التي ستتبعها بعون الله قوافل قادمة كبرى من الجثث الروسية المعلبة للدفن في صقيع موسكو! وليد المعلم يتحدث في الوقت الضائع وهو يعلم علم اليقين ان التقدم التكتيكي الذي يحققه نظامه المفلس لن يدوم، فالحرب كر وفر وأساليب وخطط متغيرة، والنظام الذي كان على شفا هاوية من السقوط والإضمحلال لم تنقذه سوى آلة الحرب الإرهابية الروسية التي قامت بأكبر خرق ستراتيجي في الشرق وبمغامرة كبرى ستكلف الدولة الروسية الكثير من رصيدها ومن مستقبل علاقتها مع العالم العربي! لربما يتصور المعلم واهما أن عزيمة الثوار قد ضعفت ودب اليأس في صفوفهم لكنه سيخطئ هو وأسياده خطأهم القاتل في ترقب نصر وهمي لن يحدث أبدا، فالنظام السوري إلى زوال مهما بدت الظواهر عكس ذلك، وعمق ودرجة التحدي الروسي-الإيراني للثورة وللشعب السوري الحر وللعالم سيخلق إستجابة قوية مضادة ستدمر كل قواعد العدوان وتحيل الأرض السورية الحرة لقطعة من جهنم في مواجهة المعتدين وقاتلي الشعوب من الفاشست الروس والإيرانيين. لقد ملأت صناديق الحرس الثوري الإيراني الخشبية مقابر إيران لتذكرهم ببشاعة سنوات الحرب العراقية- الإيرانية، وأبطال الشام قد أنزلوا بالجسم العسكري الإيراني والميليشيات المتحالفة معهم هزيمة تاريخية نكراء ستتداولها الأجيال لتحكي قصة صمود شعب وثورة تكالب عليهم العالم أجمع وغض ما يسمى مجلس الامن الدولي عيونه عنهم، وأشترك القريب قبل البعيد في التواطؤ والعمل ضد الثورة السورية. أين جنرالات الحرس الثوري الأسطوريين الذين حاول الإعلام الإيراني تسويقهم بصفة «السوبرمان»، مثل قاسم سليماني الغائب عن الأنظار لشلله أو همداني أو تقوي أو غيرهم من كبار قادة الحرس الذين طحنتهم أيادي السوريين الأحرار؟ وإذا كان الحلف العدواني الروسي-الصفوي- الشبيحي قد تقدم مرحليا وتكتيكيا في مواقع معينة فإنه على المدى الستراتيجي من المستحيل إستمرار النظام مهما بالغ الروس في إستعمال القوة المفرطة ضد شعب أعزل، فساعة الحقيقة آتية وسيسمع دقاتها الجميع، وستتوج برحيل المعتدين وهزيمتهم وسحب جيفهم بالصناديق الخشبية، إن توافرت لهم كما تفعل عصابات الحرس الثوري الإيراني. وليد المعلم لايردد سوى لازمة لغوية بائسة ويائسة وتعبر عن اليأس المطلق، ولن يدوم فرحه وابتهاجه طويلا لكونه ونظامه وحلفاؤه مجتمعين سيرحلون متضامنين لمزبلة التاريخ! الثورة السورية عندما اشتعلت قبل خمسة أعوام لم تأخذ موافقة إقليمية أو دولية من أي طرف، بل كانت استجابة لصرخات ومعاناة شعبية طويلة، وكسر إرادة الثوار وهو هدف المعتدين أمر لن يتحقق، بل إن كل ما سيتحقق فعلا وقولا هو تجرع الأطراف العدوانية لكؤوس سم الهزيمة الزعاف، وعلى وليد المعلم وأشباهه تحضير صندوقه الخشبي شخصيا، فنصر الشعب السوري الحر قد لاحت بشائره رغم التآمر الدولي المريع، والذي سيتهاوى تحت أقدام وقبضات رجال سورية الحرة الذين علموا العالم معنى الكرامة والشجاعة والتضحية، ليخسأ كل معتد أثيم.

 

نقلاً عن “السياسة الكويتية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً