اراء و أفكـار

روسيا الإرهابية مجرمة حرب

داود البصري

سيظل تاريخ الصراع في الشرق الأوسط يذكر، بأحرف سوداء، الدور الروسي الإرهابي الخبيث في دعم أنظمة الموت والدمار، وجريمتهم الكبرى في قتل واستهداف السوريين الأحرار، وهو الأمر المخجل الذي ترتكبه يوميا ومن دون أي قيم أخلاقية. دولة عظمى لا تجد مجالا حيويا لها إلا من خلال العربدة الإرهابية في الشرق وممارسة المناورات العسكرية وبالذخيرة الحية وفي أجساد السوريين فسورية اليوم قد حولها النظام الفاشي المجرم لمنطقة قتل لذئاب الأرض وسقط متاعها من الذين لا يجدون متعة إلا في قتل السوريين بالجملة والمفرق، كما تفعل العصابات الطائفية القذرة القادمة من إيران والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان أو ما يفعله الحرس الإرهابي الإيراني الثوري. سورية اليوم تحولت بجهود الحلف الروسي- الإيراني الطائفي لمجزرة بشرية، ولمنطقة تمتهن فيها الإنسانية وتداس فيها القوانين الوضعية والسماوية. ففي أحدث تقرير لمنظمة العفو الدولية أثارت المنظمة سلسلة من الحقائق حول التدخل العسكري الروسي المتوحش في سورية، والذي جاء في وقت حرج وظروف صعبة كان يعانيها النظام السوري وهو يجر خلفه هزائمه وانكساراته، ولعل من أهم ما أثارته تلك المنظمة الحقوقية الدولية المهتمة بتتبع أحوال حقوق الإنسان في العالم، تأكيدها على الخرق الروسي الفظيع لحقوق الإنسان السوري، وارتكابها لجرائم حرب مروعة ترقى لمستوى الجرائم ضد البشرية والتي ستؤدي في نهاية المطاف لعرض ملفات القادة الروس المتورطين أمام المحاكم الدولية المتخصصة. معاناة الشعب السوري الطويلة من جرائم النظام و فروع مخابراته وشبيحته، ثم الموجات البشرية التي تدفقت على سورية لقتله من الأطراف المتحالفة ستراتيجيا مع النظام لم تكف. لتأتي قوى دولية عظمى مثل روسيا الإتحادية لتجعل من سورية أرضا ميدانية لأسلحتها الرهيبة، بل والمحرمة دوليا، كالقنابل العنقودية الانشطارية، أو بعض أنواع الأسلحة الروسية النوعية التكتيكية الجديدة التي وعد الرئيس الروسي بوتين شخصيا باستعمالها. هذا دون تجاهل ما تحدثه الصواريخ الروسية بعيدة المدى المنطلقة من بحر قزوين أو البحر المتوسط من إرهاب لأجواء دول المنطقة و من فوضى حقيقية في الشرق الأوسط. اتهامات منظمة العفو الدولية لا تمثل إلا الجانب اليسير و المعروف فقط من الممارسات الإرهابية الشنيعة المقترفة ضد الشعب السوري، والتي تضرب بعرض الحائط أبسط قواعد القانون الدولي. وتتعدى على حقوق الإنسان وبما يدخل ضمن حملات الإبادة الممنهجة ضد الجنس البشري بذريعة وهمية وهي محاربة الإرهاب ولكن عبر ممارسة أبشع أنواع الإرهاب، وضد شعب أعزل لا يمتلك سلاحا للدفاع عن نفسه ولا يمكنه مقاومة وردع قوى دولية كبرى حسمت أمرها وقررت الوقوف علنا لمساندة الفاشية الإرهابية الحاكمة تحت دواع ومبررات واهية وسقيمة. من الطبيعي ألا يعترف الروس بجريمتهم وينكرون نكرانا مخجلا ما اقترفته أياديهم من جرائم شنيعة وبشعة صمت أمام هولها العالم، وتراجعت الأمم المتحدة عن ممارسة دورها الإنساني واكتفت بالفرجة الدموية على مأساة شعب يقاتله كل ضباع الأرض، لأنه تجرأ وطالب بحقه في الحرية والكرامة والحياة. الشعب السوري الحر هو اليوم في طليعة الشعوب المناضلة التي تتحمل بصبر وبطولة جرائم مافيا الدولية الوقحة، التي تمثلها العنجهية الروسية التي لم تكتف بسجل جرائمها الفاحم في القوقاز، بل تجاوزته وعممته ليشمل دعم أنظمة الإجرام والإرهاب في الشرق، وحيث تمارس الطائرات الروسية العربدة الإرهابية، وتوزع الموت فوق مدن حلب ودرعا ودوما وكل قطعة أرض سورية حرة متحررة من الإرهاب السلطوي، ليوزع الروس جرائمهم الشنيعة على رؤوس الآمنين والفقراء المحرومين، النفي الروسي للجرائم البشعة التي تقترفها طائراتهم لا يلغي الحقائق الميدانية العارية التي يعلمها الجميع، ولكن التساؤل المثير للدهشة يتمحور حول مسؤولية المجتمع الدولي الغائبة عن هول ما يحصل. والصمت المريب للأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية عما يدور. ويدخل ضمن نصف التصنيف غياب موقف جامع مانع حقيقي وفاعل لجامعة الدول العربية التي تكتفي بالأسف بالتفرج ولربما الإدانة اللفظية دون تطوير ومباشرة أي تحرك فاعل يقف بوجه الإرهاب المافيوزي الروسي، الذي حشر نفسه في مواجهة ثورة شعب حر لا علاقة له بروسيا ولا مصالحها ولا أهواء قادتها. ما يحدث جريمة بشعة ضد الإنسانية تجرأت وبشجاعة منظمة العفو الدولية على فضحها وتعميم ملفاتها السوداء بعد أن كسرت جدار الصمت المريب المرعب. لقد كان واضحا منذ بداية التدخل الجوي الروسي واسع النطاق بأن المستهدف أساسا ليس الجماعات الإرهابية المزعومة، وإنما الهدف المركزي يتمثل في محاولة كسر إرادة الشعب السوري الحر وتطويع الثوار وإرسال رسائل إرهابية بجثث أطفال سورية لطمأنة النظام السوري المتهاوي والفاقد للشرعية، بكل تأكيد فإن الحقائق والنواميس تدعم الشعب السوري الحر، ودماء شهدائه لن تذهب سدى، وستظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم. وجرائم الروس سيخلدها التاريخ كنموذج للفظاظة والعدوانية والتعدي على حريات الشعوب، وستكسر الهجمة المافيوزية وينتصر الشعب السوري في نهاية المطاف، فالحرية لا تهزم مهما كانت أسلحة الطغاة، والله متم لنوره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً