اراء و أفكـار

سقوط دمشق ورعب حلفاء النظام السوري

داود البصري

المجازر الدموية البشعة التي يمارسها النظام الارهابي السوري في ريف دمشق وخصوصا في مدينة دوما التي تتعرض لحرب ابادة حقيقية همجية لم تحدث في تاريخ العالم المعاصر حسب علمنا , ولم يسجل ما يشابهها في ممارسات أعتى أنظمة القمع التي عرفها العالم شيوعية كانت أم فاشية , فحجم الدمار والتقتيل الذي يباشره نظام دمشق قد تجاوز حتى الأساطير وأبشع روايات الرعب, لقد أظهر النظام السوري توحشا وهمجية غير مسبوقين وهو يمارس سياسة الأرض المحروقة , ويزيد من فاتورة الخسائر البشرية المروعة , ويبدع في قتل الشعب في ظل صمت اقليمي ودولي مريب ومتناقض تماما مع الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان , فتدمير دوما وعموم ريف دمشق هوجريمة كبرى وشنيعة وعلنية ضد الانسانية لم يرتكب مثلها أوما يوازيها أي نظام منذ الحرب العالمية الثانية ولكنها تجري اليوم جهارا ونهارا أمام مراى العالم ودوله الكواسر أيضا. لقد كان تصرف النظام الهمجي ردا على اطلاق المعارضة السورية (جيش الاسلام) لرشقات صاروخية تجاه العاصمة دمشق التي دخلت المعركة للمرة الاولى مما أسقط هيبة وسمعة النظام المتردية أصلا وحول ستراتيجية الحرب نحونهايات محتومة لعل أبرزها تبلور حقيقة ان العاصمة باتت في حكم الساقطة عسكريا, وهو ما سيؤدي لشلل حقيقي لأعصاب النظام , وانهيار متسارع في معنويات عصاباته, وفشل معنوي كبير وهزيمة مباشرة لحلفائه الذين توسعت مساحات تورطهم الميدانية وخصوصا جيش الحرس الثوري الايراني والتنظيمات والعصابات الطائفية العاملة معه مثل “حزب الله” اللبناني والميليشيات الطائفية العراقية وهي المجاميع نفسها التي قاتلت وساندت النظام في معارك حمص والقلمون وحلب والسيدة زينب , لكن التطور الستراتيجي المهم قد جاء مع تصميم المعارضة السورية المسلحة على الدخول في معركة دمشق وبدء العد التنازلي الحقيقي لنقلة تعبوية ستراتيجية كبرى تستهدف معقل النظام الرئيسي ووكره الأساس وشق الطريق نحو دمشق وانزال الضربة القاصمة به وبمراكزه الأمنية وعقدة استخباراته الارهابية هناك , خصوصا وان أسلوب النظام التصعيدي في ضرب المدنيين بقسوة من دون مراعاة لأبسط الضوابط الانسانية والقانونية هو بهدف اشاعة الاحباط وتدمير عزيمة المقاتلين وايقاع الرعب بحواضنهم الشعبية ! , فمجازر دوما الاجرامية والتنكيل بريف دمشق واستعمال مختلف الأسلحة القذرة بشكل غير مسبوق ينبئ بشكل واضح عن عقدة الخوف والرعب التي تنتاب النظام وهو يتلقى رشقات صاروخية مباشرة على مراكزه الأمنية والسيادية وبما سيحوله لحالة مهترئة ويزرع الرعب في صفوف عناصره, المعركة التي يخوضها النظام اليوم في ريف درعا التي تمثل شريان الوصول المباشر لقلب العاصمة السورية قد استعان النظام بعناصره وحلفائه المعروفين من العصابات الطائفية اللبنانية والعراقية وقد شهدت المعارك تحولا خطيرا بدخول الحرس الثوري الايراني على الخط الذي يقاتل كما أعلن بهدف حماية خط الدفاع الايراني الأول والأخير عن نظام طهران الذي استولى على العراق ولكنه يرتعب من سقوط النظام السوري المتحالف معه ستراتيجيا منذ عام 1980 والمتورط معه في ملفات عسكرية وحتى أمنية وارهابية كبرى ! , فالمعركة التي يخوضها أحرار الشعب السوري اليوم ليست ضد النظام المجرم الارهابي فقط , بل أنها معركة مفتوحة وشرسة ضد حلف عدواني ثلاثي شرير يهدف لاجهاض الثورة السورية والدوس على تضحيات مئات الآلاف من الشهداء والمضحين , ومهما بلغ عنف وحجم التدخل الخارجي المساند للنظام فانه في نهاية المطاف لن يتمكن من كسر ارادة الثوار الأحرار الذين تنكر لهم العالم وصمت صمتا معيبا ومخجلا أمام الجرائم المروعة التي يقترفها يوميا وعلى مدار أربعة أعوام هي عمر الثورة الشعبية. الهدف واضح اليوم وهودمشق ودك حصون النظام وارساله لمزبلة التاريخ وهو هدف بات تحقيقه مجرد مسألة وقت فقط لاغير , وحلفاء النظام وخصوصا النظام الايراني يرتعب ويرتعش من هذه الحقيقة والتي تعني أشياء كثيرة لعل أهمها حرمان الايرانيين من الوصول للبحر المتوسط وقطع الارتباط الكلي مع عملائهم في لبنان , واضعاف شوكتهم العسكرية والاستخبارية مما سينعكس بشكل مباشر على الداخل الايراني? للأسف معركة الحرية السورية باتت مرتبطة بملفات اقليمية ودولية حساسة لذلك تعقدت مراحلها واشكالياتها , وبعيدا عن كل السيناريوهات فان خيار اسقاط النظام السوري هو الثابت وهوالذي سيتحقق في نهاية المطاف , فلاصوت يعلو على صوت الارادة الشعبية المعمدة بدماء الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً