اراء و أفكـار

حراك دبلوماسي لاعادة العراق الى محيطه

ماجد زيدان*

بدأت الرئاسات منذ فترة حراكاً دبلوماسيا جاداً ومتواصلاً على الصعيد العربي والاقليمي والدولي، الحراك جاء في ظرف مناسب بعد تباري الدول لاعلان مساندتها للعراق في حملة ضد داعش – الطاعون – الذي يهدد ليس العراق فحسب، وانما العالم اجمع، وليس ادل من امتداده الى سيدني. حيث طالب محتجز الرهائن بعلم ما يسمى بالخلافة.

الواقع البيئة السياسية التي مهدت الى ذلك تشكيل حكومة الشراكة الحقيقية برئاسة العبادي وتعهداتها بتجاوز اخطاء وخطايا الحكومة السابقة وانهاء العزلة الدولية التي كان فيها العراق محاصراً وقيادته منبوذة وليس هناك من استعداد للتعامل معها.

المهم ان الحراك بدأت البلاد تجني ثماره بامدادات اقتصادية وعسكرية وسياسية وتعاون على اساس مبادئ القانون الدولي والتكافؤ في العلاقات واحترام السيادات الوطنية لبعضها وخصوصاً ان بعضاً من الدول التي كانت منطلقاً للارهاب وتغض النظر عن تحركاته اصبحت تشرع القوانين وتحاسب الذين يتسربون الى العراق ويحاربون ابنائه وينضمون الى الدواعش.

القيادة العراقية التنفيذية والتشريعية في حالة من الانسجام والوحدة مما يدلل على تماسك بقدر معين على الصعيد الرسمي، وهو مطلب ليس للعراقيين بالدرجة الاولى فقط، وانما يشدد المحيط الاقليمي عليه وعلى الصعيد الدولي كشرط لبناء تعاون فعال وتقديم العون الملموس والمؤثر الى بلادنا في معركتها ضد الارهاب وتجاوز ازماتها وانطلاقها مجدداً لاخذ دورها ومكانتها بين الدول العربية والدولية.

الظاهر من هذا الحملة الدبلوماسية التي لا تقل اهمية عن الجبهات الاخرى اننا على اعتاب مرحلة نتمنى ان تتوج بمصالحة وطنية مع بعض القوى التي مازالت تشكك في العملية السياسية والاخرى التي تترقب ما تسفر عنه الاجراءات والقرارات وتطبيقها وتشريع القوانين اللازمة لانهاء الاوضاع الاستثنائية.

ومما يلمس ان بعضاً من هذه الدول التي زارتها القيادات الوطنية ومن الذين حلوا ضيوفاً على بلدنا انهم يضعون امكاناتهم في مواجهة الارهاب والضغط على القوى التي يستضيفونها ويحثونها للتعاطي الايجابي مع مبادرات المصالحة الوطنية والحوار مع حكومة العبادي التي تختلف في نهجها وسياساتها عن سابقتها، وكذلك تقديراً للخطر الداهم الذي يهدد الجميع والبلاد.

وهذا ما سيدفع حكومتنا وشعبنا وقوى سياسية لاستكمال بناء الدول العصرية بتوافق وتسويات تنهي التناقضات لتحصين ووطننا ضد القوى المعادية الداخلية والخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً