اراء و أفكـار

شخصيات لمرحلة جديدة

احمد سعداوي*

عشر سنوات من الديمقراطية في العراق لم تصل به الى بر الأمان بعد، هكذا يمكن ان تخرج عليك عناوين بعض الصحف الغربية، لتلخص حال العراق اليوم، وبر الأمان قد يكون بالاشارة الى فاعلية العقد الاجتماعي ما بين المكونات والاطياف العراقية.

والقدرة على الاقلاع من خط شروع واحد. وانهاء العنف والحرب الاهلية «منخفضة الفولتية» التي تستمر في اسقاط المزيد من الضحايا من بين الابرياء.
عشر سنوات من عدم النضج السياسي وعدم اكتمال بناء المؤسسات التي يعتمد عليها النظام الديمقراطي. عشر سنوات من التدخل السياسي في القضاء ومن محاولة فرض اتجاه ثقافي معين على حركة وعمل مؤسسات الدولة.
وهي، بالاجمال، عشر سنوات من تجربة الحكم للاسلام السياسي عموماً. لا يتعلق الأمر هنا بمنصب رئاسة الوزراء ووجوده في يد حزب الدعوة الاسلامية على مدى ثلاث حكومات «الجعفري والمالكي لدورتين»، وانما بمجمل الطيف الاسلامي الشيعي والسني، الذي تصدى ليكون ممثلاً اجتماعياً لغالبية الشعب العراقي. حاملاً معه آمال هذه الجموع البشرية التي وثقت بهم وآمنت بقدرتهم على خلق شروط حياة أفضل لهم وللاجيال القادمة.
عشر سنوات من الاخفاق، تستحق وقفة جادة، ومراجعة قاسية، ومحاولة تبصّر باسباب هذا الإخفاق. لماذا شحبت صورة الوطن لصالح صورة الطائفة، ولماذا لا يوجد لدينا اتفاق على مشترك عام يوحد العراقيين جميعاً ويجعلهم يثقون بقدرتهم كافراد وجماعات على تجاوز الخلافات الخطرة التي تهدد التعايش السلمي بينهم، وتهدد بضياع المصالح المشتركة، وقدرتهم على الاستثمار الجماعي لثروات البلد وامكانياته بما يحقق الرفاهية للجميع.
ليست المسألة، محصورة بميول فصيل سياسي اسلامي محدد، وانما بتجربة حكم تشمل جميع الفصائل الاسلامية، فكلهم شاركوا في الحكومات المتعاقبة من 2003 والى اليوم. كلهم قضموا جزءاً من كعكة السلطة وكعكة الامتيازات والمناصب. كلهم استوزروا وقادوا محافظات ومجالس بلدية، وكلهم مشاركون في الفشل، ومن غير الانصاف رمي تركة الفشل على طرف واحد او شخص واحد بعينه. كلهم مشاركون في هذا الاخفاق المؤلم، وما داموا غير قادرين على عرض رؤية مضادة يمكن ان تعكس ساعة البلد باتجاه التقدم وحل المشاكل، فأنهم غير مؤهلين لقيادة البلد لعشر سنوات قادمة أخرى. ومن العبث القول بعدم وجود بدائل. اتعب نفسك قليلاً ايها المواطن وانصت الى الساحة الانتخابية القادمة. واختر شخصيات جديدة لمرحلة جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً