اراء و أفكـار

المطلوب استقرار لبنان

ما نريده للبنان نريده لكل الدول العربية. نريد الأمن والسلام والاستقرار في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية في مواجهة أعتى موجة إرهابية حاقت بها وضربت حواضرها وأدت إلى ما أدت إليه من دمار طال البشر والحجر وكل أشكال الحياة، وتجاوز كل ما يخطر على بال من انتهاك لإنسانية الإنسان وبما يتجاوز كل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية.
كما تواجه الأمة في صراعها التاريخي مع العدو الصهيوني غطرسة «إسرائيلية» متمادية في رفض الامتثال للشرعية الدولية وقراراتها، والمضي في تهويد الأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، والإقرار بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية المتمثلة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على جزء من أرضهم التاريخية.
نقول ذلك لأن الأمة العربية تحتاج في مثل هذه الظروف إلى مزيد من المناعة والقدرة والقوة لمواجهة هذه المخاطر، وذلك لن يتأتى إلا من خلال وحدة وطنية داخلية حقيقية وترسيخ كل قيم التعايش بين مكونات الأمة، السياسية والإثنية والطائفية، وتعزيز عوامل السلم الأهلي، لزرع الطمأنينة والاستقرار، وبذلك تقطع الطريق على محاولات بذر الفتنة والانقسام.
وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش اختصر موقف الإمارات، بل موقف العرب مما جرى في لبنان مؤخراً بالقول «نتمنى للبنان الاستقرار، كما نتمناه لسائر العرب، ونرى في سياسة النأي بالنفس توجهاً عاقلاً في هذه الأزمنة الصعبة.. سياسة تراعي التنوع اللبناني ولا تجعل منه مصدر تدخل في شؤون جيرانه والمنطقة».
لقد عاش لبنان خلال الأيام القليلة الماضية لحظات صعبة وضعته في مهب عواصف خطرة كان يمكن أن تعيده إلى أيام الحرب الأهلية المريرة وربما أصعب، لولا تدارك الأمر وتدخل الخيرين والأشقاء والأصدقاء، بما أعاده إلى سكة الأمن والأمان.
إن عودة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى بيروت ومشاركته على الفور في احتفالات عيد الاستقلال الرابع والسبعين، وإعلان عودته عن الاستقالة التي كان أعلنها قبل أكثر من أسبوعين، تشكل خطوة مهمة على درب استعادة الروح والانطلاق مجدداً على طريق الأمن والاستقرار اللذين يحتاجهما لبنان للنهوض الاقتصادي والاجتماعي، وهو أمر لن يتحقق إلا من خلال وعي كل القوى والمكونات اللبنانية بأهمية ترسيخ مفهوم الدولة كضامن وحيد لأمن كل اللبنانيين، وضرورة الابتعاد عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية، والنأي بالنفس عن كل ما من شأنه أن يعرّض لبنان إلى تجاذبات وصراعات هو بغنى عنها.
يمكن القول إن لبنان عبر مأزقاً وتجاوز أزمةً كبرى، وذلك بفضل دعم بعض الأشقاء والأصدقاء والقيادات اللبنانية الحريصة على لبنان والمتمسكة به بلداً للتعايش والإخاء والتسامح والسلام.

“الخليج”

مقالات ذات صلة