اراء و أفكـار

كوريا الشمالية وإيران استنساخ العدوانية

أيمـن الـحـمـاد

تقول المعلومات المتوفرة إن إيران وكوريا الشمالية استعانتا ببعضهما في تصنيع متعلقات تخص البرنامج النووي الإيراني، وقد فعلا ذلك سوياً في تطوير برنامج طهران للصواريخ الباليستية.. فقبل يومين وفي استفزاز واضح للمجتمع الدولي قامت بيونغ يانغ بتجربة صاروخ باليستي قيل إن مداه يصل إلى 12 ألف كلم، وفي الاتجاه نفسه وقبل حوالي 3 أشهر قامت إيران بإطلاق صاروخ باليستي، في تجربة ناجحة وذلك قبيل رفع العقوبات عنها في تحدٍ واضح للأسرة الدولية التي للتوّ رفعت العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

يضعنا هذا الأمر أمام مقاربة جديرة بالاهتمام والتأمل في مآل ما يمكن أن تقوم به إيران في المنظور القريب، فطهران تبدو مستمرة في تطوير ترسانتها من الصواريخ القادرة على الوصول إلى آلاف الكيلو مترات، وبفضل التعاون الطويل المدى مع كوريا الشمالية تم نقل التقنية الكورية إلى إيران التي تمتلك اليوم أكبر مخزون من هذه الصواريخ في الشرق الأوسط.

تكشف لنا تجارب طهران وبيونغ يانغ الصاروخية، وتفصح عن انتهاج هذه الأنظمة الشمولية السياسات نفسها القائمة على استفزاز المحيط الإقليمي من خلال ممارسات عدوانية في أقاليم مضطربة ومحتقنة.. ففي المحيط الكوري يعلو صوت التوترات بين الصين وعدد من جيرانها نتيجة نزاعات حدودية، وصعود الحس القومي في تلك الدول التي تشهد حالة من الاستقطاب والاهتمام الكبيرين من القوى الدولية.. في المقابل وفي محيط إيران غني عن القول حجم المشاكل والأزمات التي تعانيها المنطقة التي تتميز بحيويتها وأهميتها في الاقتصاد العالمي، ورغم ذلك قام البلدان بذات الإجراء، ما يوحي بأن الطرفين ينزعان لذات التصرفات انطلاقاً من ذات المبادئ والمنطق والتصور التي توحي بحالة مبالغ فيها من الشعور بعدم الأمان والثقة.

بطبيعة الحال ما يدفع (إيران وكوريا الشمالية) لانتهاج تلك المسلكية، عدم اتخاذ إجراءات صارمة ورادعة لكبح جماح نزعتهما العدوانية، ويقع على الصين في المقام الأول قدر كبير في احتواء هذا السلوك وتلك النزعة التي تهدد مصالح الصين، إذ إن أي نزاع قد يحدث في هذه المنطقة قد ينعكس سلباً على بكين التي لن تسمح بطبيعة الحال بنزاع قد يحصل قبالة أراضيها، لكن توخياً للحذر على الصين اتخاذ خطوات للحد من تصرفات كوريا الشمالية التي أجرت تجربة قبل حوالي شهر قالت إنها لقنبلة هيدروجينية، وقد منحت تلك التصرفات واشنطن فرصة ذهبية لتكثيف تواجدها العسكري في منطقة الباسفيك “المحيط الهادئ” وحشد أسلحتها المتطورة على بعد كيلو مترات من الصين التي لا يمكنها رفض تلك الإجراءات الاحترازية من الولايات المتحدة، لاسيما وأنها تمت بإيعاز وطلب من كوريا الجنوبية.

بالنسبة لإيران فإن الولايات المتحدة فرضت مؤخراً عقوبات على خمسة مواطنين إيرانيين، وشبكة من الشركات العاملة في إحدى الدول العربية والصين بوضعهم في القائمة المالية السوداء، وتجميد أصولهم المحتملة، بتهمة تسهيلهم تسليم مكونات صواريخ باليستية، لكن ذلك قد لا يكون كافياً، فطهران استطاعت تطوير برنامجها النووي بشكل كبير وسط عباب العقوبات، كما فعلت بيونغ يانغ.. إن واشنطن ملزمة بالوفاء بتعهداتها حماية المنطقة من خلال تأمين منظومة صواريخ (إس- إم 3).

نقلا عن “الرياض”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً