اراء و أفكـار

تفاؤل حذر

الأخبار التي وصلت من ليبيا أخيراً، شكلت مصدراً للتفاؤل، ولو الحذر، مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، التوصل إلى تشكيل حكومة وطنية قبل موعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 سبتمبر المقبل، لا سيما وأن ملفات أخرى في المنطقة تسير ببطء، كالملف السوري، حيث المعارضة غير موحدة، والجهود الدولية ما زالت قاصرة عن ايجاد حل ينهي المأساة السورية، ولعل هذا ما حول موسكو أخيراً موقعاً لدبلوماسية نشطة بشأن هذا الملف. وتبقى في العراق جهود رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في محاربة الفساد، وتنظيف البيت الداخلي، محكومة بنتائجها المستقبلية.

لكن القلق ما زال قائماً من أن يفشل الاتفاق في ليبيا، فتتعمق أزمة البلاد، وتتوسع رقعة الأرض الخارجة عن السيطرة، وتتمدد التنظيمات الإرهابية، وتنجر دول إقليمية وغربية إلى التدخل من تلقاء نفسها، والسلاح الوحيد الفعال لمواجهة كل ذلك، يكمن في وحدة الأطراف الليبية الأساسية، واتفاقها سريعاً على تشكيل حكومة وطنية تمثل السبيل الوحيد لتحقيق نوع من الاستقرار في البلاد، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي.

والمجتمع الدولي يبدو أكثر جدية حاليا في العمل على إيجاد حل سياسي للوضع في ليبيا، خشية من خروج الأمور عن السيطرة، وتحول ليبيا إلى بؤرة للصراع، والأمل أن تكون توقعات ليون في مكانها، وأن تكون الأطراف الليبية واعية لما يتهددها من مخاطر جسام، وما يتهدد دولها المجاورة.

المصدر: البيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً