اراء و أفكـار

أسئلة وشكوك

صحيفة الخليج

ترتفع عشرات الأسئلة، عن جدية المواجهة القائمة مع المنظمات الإرهابية المتمثلة ب«داعش» وأخواتها، في سوريا والعراق، وغيرهما من الدول العربية.
هناك مخاوف مشروعة ومقلقة لدى المواطن العربي، تجاه ما يجري من توسّع مريب ومخيف لهذه المنظمات، وتجاه الطريقة التي يتمّ فيها التعاطي معها، أكان ميدانياً على الأرض وفي الجوّ، أو سياسياً من جانب كل الدول المعنيّة العربيّة ودول العالم الأخرى والمؤسسات الدولية.
أسئلة محمّلة باستغراب وشكوك، لأن ما يجري يطرح علامات استفهام، إذ لا يمكن التصديق بأن العالم الذي يدّعي أنه يخوض حرباً على الإرهاب، يبدو عاجزاً عن محاصرته وتضييق الخناق عليه إن لم يكن هزيمته، في حين تحقق المنظمات الإرهابية انتصارات متلاحقة وتوسّع رقعة وجودها.
ألا يدلّ الأمر على استخفاف وعدم جدية، إن لم يكن أكثر من ذلك؟ ألا يحق لكل عاقل أن يسأل، كيف يتمكن الإرهابيون من التمدّد بهذا الشكل السريع، وينتقلون بأرتالهم وآلياتهم على مساحات صحراوية واسعة، ومكشوفة، بين العراق وسوريا، وفي الاتجاهين وبحرية مطلقة، من دون أن تكشفهم طائرات الاستطلاع، أو تقصفهم الطائرات من الجوّ، في حين تتمّ ملاحقة شخص واحد إذا كان مختبئاً في مكان منعزل، ويجري اصطياده من الجوّ، أو يلقى القبض عليه في عملية خاصة؟ وكيف يمكن لجيوش أن تقوم بتسليم مدن بكاملها، من دون قتال، وتنسحب تاركة وراءها سلاحها وعتادها؟ ثمّ، هل دول العالم، وخصوصاً الغربية منها، التي بدأ الإرهاب يدق أبوابها، بعد أن كانت تصدر الإرهابيين إلينا جادة في مقاومته، أم أنها لا تزال تمارس لعبة مزدوجة باستخدام الإرهاب، بما يخدم مصالحها وتصنف الإرهاب: واحد خبيث وشرير، وآخر حميد؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا تتقاعس هذه الدول عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2014 الذي يتحدث عن مواجهة التنظيمات الإرهابية (وتحديداً داعش وجبهة النصرة) وتجفيف منابعها المالية والبشرية، وما زالت تمارس مواقف ملتبسة بالنسبة إلى الدول أو الجهات التي لم تتوقف عن التمويل، أو تلك التي ما زالت تفتح حدودها للمرتزقة، وتوفر الملاذ أو معسكرات التدريب، أو حتى تغضّ الطرف عن مخططات لتدريب جيوش من المسلحين، تحت شعارات مشكوك في دورها ووظيفتها؟ أسئلة وشكوك مشروعة إزاء هول ما نراه أمامنا، بل إن ما نقرأه من تصريحات ومواقف عن مشروعات لتقسيم المنطقة وتفتيتها، يجعلنا نذهب إلى حدّ اليقين بأن كل ما يجري ليس بريئاً، وأن الإرهاب عملة صالحة للاستعمال والمقايضة والاستنزاف والضغوط، وكل ذلك يصب في مصلحة الكيان الصهيوني، وهو في كل حال ليس بعيداً عمّا يجري، بل في صلبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً