اراء و أفكـار

ثلاثة سيناريوهات بانتظار العرب حتى عام 2025

عصام فاهم العامري
صدرتْ مؤخرا دراسة عن معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية تضمنت رؤى خبراء وباحثين متخصصين بهدف التنبؤ بمستقبل الدول العربية، اعتمادا على معطيات الواقع والمتغيرات التي استنبتت فيه والتي يمكن أن تعطي نتائجها بمرور الوقت تفاعلا مع المستجدات التي يمكن أن تبرز مع تقدم السنوات. وقد خلصت الدراسة إلى ثلاثة سيناريوهات يمكن أن تتجه إلى احدها الدول العربية. السيناريو الأول، هو ما أطلقت عليه الدراسة تسمية (الاضطراب العربي) حيث وفقا لهذا السيناريو تواجه الدول العربية وصولا لعام 2025 العديد من التحديات فيما يتعلق بالبطالة والمشاركة السياسية، فضلاً عن تمدد تهديد الإرهاب. وبرغم محاولات احتواء هذا الخطر الأخير، فإن نطاقه سيجعل الإقليم عالقاً في صراع ممتد، بما يؤجل أي عمليات إصلاح داخلية من منطلق الأسباب الأمنية. فالصراع والعنف الممتد في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن لن يمنع التكامل الإقليمي فقط، بل يعوق أيضاً التنمية الاقتصادية على نطاق واسع داخل المنطقة. كما أن هذه الأوضاع غير المستقرة من شأنها أن تضاعف أعداد العاطلين، ومن شأنها أيضا أن توقف الاستثمارات الأجنبية في المنطقة. كما أن الحرب الأهلية السورية ستستمر في التأثير سلباً على لبنان والعراق والأردن من الناحية الاقتصادية. ولا تزال ليبيا تعاني من العديد من الأخطار مثل انتشار العنف في كل مكان وانخفاض إنتاج النفط وهو أمر من شأنه أن يعيق إعادة بناء بنية الدولة الأساسية. كما أن غياب الثقة بين الأطراف الإقليمية ولا سيما بين إيران ودول الخليج من شأنه ان يؤدي الى سباق تسلح إقليمي وهو أمر فضلا عن كونه سيزيد حالة عدم الاستقرار الاقليمي، فإنه ايضا سيحول أولويات الدول ويصرفها الى الجانب الامني والعسكري على حساب جوانب التنمية الاقتصادية. وبناءا على هذا السيناريو يفترض أن الدول العربية ستسعى لعمل إصلاحات، إلا إنها لن تكون كافية لإحداث تغيير حقيقي في حياة المواطنين. أما السيناريو الثاني، فهو ما تطلق عليه الدراسة (الانهيار العربي)، وهو سيناريو يفترض تمدد تنظيم داعش الإرهابي وما شابهه من تنظيمات إرهابية لتشكل تضاريس العقد المقبل؛ بما يجعل دول المنطقة بالأجمال تكرس كل إمكاناتها لمحاربة التنظيمات الإرهابية. ويتوقع هذا السيناريو ان تنضم ليبيا الى قائمة الدول الفاشلة لتنتشر فيها شبكات الجريمة والتنظيمات الارهابية. وتشير الدراسة الى ان تونس وبسبب تنامي التنظيمات الإرهابية ومخاطرها ستتحول إلى دولة سلطوية من جديد بعد أن كانت تسير على طريق الديمقراطية. كما تتوقع الدراسة عدم التوصل الى اتفاق نووي مع إيران وبالتالي امتلاكها السلاح النووي. الأمر الذي يستدعي بالضرورة اتجاه العديد من الدول العربية إلى الخيار النووي وبالتالي ظهور سباق نووي يشتمل مصر والسعودية. أما السيناريو الثالث، هو ما تسميه الدراسة (الطفرة العربية) وهي تحدث مقترنة بتعافي الاقتصاد العالمي ولا سيما تعافي اقتصادات منطقة اليورو وتحول اقتصادات الدول العربية الى مركز تحول في إطار التعافي الاقتصادي، ويفترض هذا السيناريو حدوث تكامل اقتصادي لا سيما في إطار إحلال العمالة العربية محل العمالة الأجنبية في الدول الخليجية بما يؤدي الى انخفاض البطالة في الدول العربية، كما يفترض السيناريو إيجاد إصلاحات سياسية وتعليمية واجتماعية وإيجاد قوة سلام عربية، بما يكرس التعاون وبناء الثقة بين دول المنطقة ككل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً