اراء و أفكـار

براءة الساسة

حاتم حسن*

من الطبيعي ان الناس مشارب واهواء واستعدادات… وان الانسان مجبول لما هو مهيأ له.. وان اختلافهم حكمة الهية لكي يتكاملوا ويتعاونوا ويقيموا الحياة بافضل وجوهها… هذا موهوب ويميل للعلم, وذاك للتجارة.. وذياك للقتال والمبارزة… ونعرف في العراق شرائح اجتماعية موهوبة ومتميزة في انتاج الاطباء والمهندسين واخرى في الفكر والادب والشعر.. وثالثة في السياسة ومناحي التوحيد الاجتماعي والى اخر مفردات الحياة واختلاف مناحيها.

كررنا من قبل انه يصعب على الذليل المهان اللابد في ضآلته ان يرفض سلطة على بلد.. ان يتردد عن ان يكون لاشارته وايماءته ما يجعل القادة والاباطرة يرتعشون… وان يكون المتسول الجائع يرفض ثروات يحلم بالوصول اليها اثرياء امريكا… وامريكا جاءت بما يشبه هؤلاء، اي من هم الابعد عن السياسة وخبرة التعامل الاجتماعي… قد يكونوا عباقرة في ميادين اخرى ولكنهم في السياسة مجرد كوارث وظاهرات في الجهل والغشامة، والابعد عن مهارة التوفيق بين المتضادات والمتناقضات وبين المختلفين… على العكس فمعارفهم ومواهبهم واستعداداتهم الطبيعية والثقافية تتجه بهم اتجاه الشاقول الى المركز نحو تعميق الخلافات وابتكارها والتمتع باثارتها… وامريكا تعرف من عاش وتربى في كنفها ومن تظاهرت انها تتبع اثره في غزو واحتلال العراق في حين كان هذا العراقي بماركته الامريكية يختنق بعواصف الغبار وراء الدبابة الغازية…
امريكا تقصدت وضع مصير العراق بيد كائنات بعيدة عن السياسة ومواهب القيادة… وزجت بهم كضحايا تحسب عليهم عواقب الفوضى وكل ما يلحق بالبلد من خراب ودمار نتيجة غشامتهم وجهلهم بالسياسة واعمال القيادة… فهم من الفئة التي لعنها الامام علي والتي تتصدى للحكم بين الامة وليست لذلك باهل… ودليل عدم اهليتها هذه العواقب وصنوف الشقاء وبما صعق العالم…ومع ذلك لم تقترب الى هوامش انتباههم ووعيهم… فهم، من زاوية ضحايا ووكل لهم امر ليس لهم ولا يناسب شخصياتهم ومواهبهم واستعداداتهم… واليوم نحن امام فصل مسرحي كوني جديد قد يبقى فيه دور لمن هم الابعد عن المجالات التي توكل لهم.. وللمترعين بالجهل والخرافة وبما يضمن المشي الى الحتف بالضلف… واستمرار الاغراء لجياع المال والسلطة ولمن وضعوا المناصب في سوق المزايدة… وللمبتهجين بانفتاح ابواب السماء عبر الغوغاء ونسل من ملؤوا قلب الامام قيحا…
ان من سياسيي ما بعد الاحتلال من هم دمى تعاني من جوع الى الجاه والسلطان والثروات… مع اغراء شديد قيل انه ضم امريكيين سيصعقون العالم عند حلول موعد رفع الحظر عن الاسرار بعد نصف قرن… فما الحال مع مسحوقين ومضطهدين ويفتخرون بسطوتهم ونفوذهم عندما يلقي عليهم التحية… شرطي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً