اراء و أفكـار

التحالف الدولي…والوعي الجماهيري في كشف اللعبة

عبد الخالق الفلاح*

منذ ان بدات الولايات المتحدة الامريكية تشحذ الهمم من اجل الوقوف بوجه عصابات داعش دون الاخرين وبمشاركة العديد من الدول الاوروبية معها كان الحدس ان واشنطن لها نوايا اكبر من ذلك وهي تعد العدة من اجل تغيير الخارطة السياسية والجغرافية للشرق الاوسط او على الاقل تغيير بعض الوجوه التي تقود حكومات بلدان المنطقة لفرض وتمريراهدافها وتحقيق مأربها المشؤومة وكنا نشم منها روائح كريهة ستسبب اراقة الكثير من الدماء لابل تبيد البنية التحتية لتلك البلدان ومن ثم تعطي شرعية لتواجدها بحجة المشاركة في اعادة اعمارتلك المشاريع وتثقل شعوبها بالديون.

أن التحالف الدولي ضد الإرهاب مع واشنطن قد أفضيا في الواقع إلى ارتكاب جرائم وحشية في حق المدنيين السوريين والعراقيين وقد تفضي خطواتها عملياً إلى تقسيم العراق وتعميق الانقسام الشيعي السنى ومنح بعض الدول نفوذاً إقليميا مهماً فى العراق وسوريا خاصة وان قوات التحالف تعمل على تشكيل قوات خاصة في المنطقة الغربية للعراق قوامها اكثر من 200 الف عسكري.

وقد سبق ان مرت المنطقة وتنوعت بمثل هذه التحالفات، من التحالف الدولي ضد العراق لتحرير الكويت وقبلها الحملة الشرسة ضد الجمهورية الاسلامية ايرانية ووقوفها مع صدام والبعث ، إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب، والتحالف الدولي لغزو العراق، وأخيراً وليس آخراً التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الذي يسيطر الآن على مساحات واسعة من العراق وسوريا وأعلن منها قيام الدولة الإسلامية ونصب (خليفة للمسلمين ) فيها، وبالرغم من تفاوت حضور التحالفات وخلوها من المصداقية ، واستنادها إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فإن النتائج المتحققة كانت في جانب كبير منها كارثية على الأقل من وجهة نظر شعوب المنطقة والمحللين وما تركت من اثار على ارض الواقع تعيش اليوم على اطلالها شعوب لاحول ولاقوة لها..

فعلا المتابع للضربات الجوية التي تقوم بها دول التحالف عن طريق الجو هي صب جم غضبها وحقدهاعلى المنشأت الحيوية والنفطية للدولة السورية المبتلية ودون اذن منها ولانستطيع ابعاد المنشات النفطية العراقية من شرهم ومن حقد واشنطن مستقبلاًوبعض دول المنطقة التي تسير في ركابها وتؤيد خطواتها واستراتيجياتها دون ان تفكر من ان النيران سوف تصل اليهم وتحرق كياناتهم لان المشاريع الاستكبارية بقيادة البيت الابيض هي لازالت في بداية الطريق .

قد احست بعض القوى السياسية في العراق ونبهت واعلنت موقفها بكل شجاعة في عدم تأييدها لتواجد قوات عسكرية خارجية على ارضها وحتى الحكومة العراقية وقفت مع تلك القوى ورفضت اي تدخل للقوات الاجنبية المسلحة وخاصة (القوات البرية)وفي الامكان الاستفادة واعطت الضوء الاخضر للقوة الجوية الاجنبية لضرب اوكار الارهاب داخل الحدود السورية او اماكن تجمعاتهم وظهرت في الواقع ان موقف القوى السياسية العراقية الرافضة للتواجد الاجنبي كان صحيحاً حيث دفعتهم شيمتهم وحميتهم ووطنيتهم الى عدم الرضوخ لمطالبات التحالف الدولي في حضور تلك القوات والمشاركة على الارض مع القوات الامنية العراقية وابعادهم عن تدنيس مقدساتهم وقد استجابت الحكومة العراقية لتلك المطالب الشعبية برفض حضور هذه القوات او المشاركة في قتال الارهابيين على ارض بلادهم وتدل على ان الشعب العراقي يستطيع محاربة هؤلاء الاشرار والثقة العالية بقواتها الامنية والحشود الشعبية التي حققت الكثير من الانتصارات وتحريرها الكثير من المدن والقصبات والقرى من ايدي الارهابيين وهي مستمرة في فك الطوق عن المدن وتحرير الاخر الباقية في القريب العاجل دون الاعتماد على القوات الاجنبية انشاء الله.

الاحداث التي تجري في الشرق الاوسط وبتسميات مختلفة والحديث عن مخططات ومؤامرات تعد ضد شعوب المنطقة ليست من باب الخيال انما هي حقيقة واقعة ولكن قد تحتاج الى زمن للتنفيذ لاصطدامها بالوعي والارادة الجماهيرية الذي اخذ يدب في الشارع واختلاف الازمان واصبحت من الصعب قبول الاملاءات الخارجية نتيجة الثقافة التي غزت سياسييها وابناء شعوبها وهي مغايير لما كانت عليه في اوائل القرن الماضي وازداد شغبهم المعرفي والنظر الى الامور بتمعن وتحليل المواقف بفهم وادراك فلايمكن ان تمر المؤامرات والمخططات بسهولة…

ان المنطقة قد مرت بتجربة كادت ان تنهي وجودها لولا الوعي الجماهيري عن طريق (الثورات الربيعية ) والحركات السياسية المتطرفة المختلفة التي غزت المنطقة بدأ بالقاعدة والنصرة والجيش الحر وداعش والجديد الخراساني اعداء الحرية والعدالة والديمقراطية والحضارة الاسلامية والانسانية بكل اشكالها وبعيدة عن الديانات الالهية السمحاء وهي افضل العواهر للأجهاض على أي إمكانية وأي أفق للتطوير عند شعوب المنطقة العربية والاسلامية .

لايمكن القضاء على الارهاب ودفع خطره عن طريق الغارات الجوية الاستعراضية فقط ومن الافضل التخطيط الصحيح للتعرف على جذوره ومكافحته بجدية وللارهاب مصادر مختلفة يجب قطع دابر تلك المصادر ولاعلاقة لها بالاديان والمقدسات السماوية انما بتظافر الجهود والعمل الجمعي وبمسؤولية لابعاد مجتمعاتنا من شرهه وهذه تبعيتها تقع على العلماء والمفكرين لقطع مصادر ايدلوجياته والمالية والتسليحية على الدول والحكومات لقلع جذور هذه الافة الشريرة….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً