اراء و أفكـار

من سبايكر إلى الصقلاوية مرحبا يا معارك المصير !

احمد الجنديل*

ان تُسرق أموال الشعب تحت تبريرات زائفة، وحجج كاذبة، فهذا يعود لحالة الفوضى التي امتدت طيلة سنين عجاف مرّ بها العراق. وان تُهجّر الناس بغير وجه حق، ويشرّدون في الداخل والخارج، فهو نتيجة منطقية للصراع الذي اعتمد على هيمنة الرصاصة على عرش الحلول والحوارات.

والابتعاد عن لغة العقل والمنطق، والرصاصة عندما تقود فلا تخلّف غير الدمار. وان يتحول الوطن الى غنيمة مستباحة للقاصي والداني، وبضاعة معروضة للنهب والسلب، فذلك يعود الى غياب المشروع الوطني الذي أصبح جريمة في عقيدة تجّار الرذيلة، ومسوّقي الفكر المنحرف. كلّ الجرائم التي لا تقبل التبرير، وجدت مّنْ يبررها في العراق، وكلّ الأفعال القبيحة التي يعافها العقل، ويجافيها المنطق، وجدت لها مقبولية في الحاضنات المتخلفة، التي خلقها وأشرف على صياغتها جهابذة الكذب، وأساتذة التزوير. ومع كلّ ما حصل ويحصل، والفقراء من هذا الشعب المنكوب، يتعاملون مع ما يجري على انه حالة طارئة في بلد الطوارئ، وغيمة سوداء سرعان ما تبددها همم الرجال الصناديد، الذين أوقفوا دماءهم لمرضاة الله جلّ وعلا، ولابدّ أن ترحل يوماً لتبزغ شمس الحرية والعدالة والمساواة، التي بشرنا بها أصحاب الحق الالهي المطلق، الا أنّ اللعبة بدت أكبر من التمني والرجاء والدعاء، عندما دخل دم الفقراء الى بنوك المزايدات والرهانات، شأنه شأن الأموال القذرة عندما تُغسل بفعل قذر، وأصبح دم الفقراء مستباحا كثروات البلاد، حيث أنيطت بأبناء الفقراء مهمة الدفاع عن مقدسات الوطن، بينما انحصرت مهمة سرقة أموال الشعب، والتلاعب بمقدرات العباد بأبناء رموز الدولة، على اختلاف مشاربهم الدينية والمذهبية والطائفية والقومية، ووفق مفهوم التكنوقراط السياسي الحديث، وأمام هذه الظاهرة الطافحة بالحيرة والألم، بدأ التساؤل يأخذ شرعيته وهو يخرج من أفواه البسطاء من الناس:

ماذا يعني زج الفقراء دون غيرهم في المعارك الدائرة، رغم أنهم لا يملكون غير فقرهم وعوزهم واهمالهم؟! ولماذا لا يدفع أصحاب المبادئ، وملوك العقائد بأبنائهم للدفاع عن حياض الوطن والعقيدة؟ ولماذا لم يخض هؤلاء الكبار مع أبنائهم معركة الشرف والكرامة، ما دامت الحرب تدور رحاها في عراق الرسل والانبياء والأولياء والمقدسات، وليست في المريخ أو في بلاد الواق واق؟! ولماذا لم يُفجع أحد من الحيتان بابنه، مثلما يفجع الاف الآباء الذين فقدوا أبناءهم جرّاء المفخخات والأحزمة الناسفة، وغباء القادة العسكريين في ادارة المعارك؟
وهل دم قادة العملية السياسية بكل أصنافهم دون استثناء من اللون الأخضر، ودم الفقراء من اللون الأسود؟ وهل زوجات الوزراء وكبار القوم من حور العين، وزوجات فقراء العراق من رماد جهنم؟ وهل أولاد أولي الأمر من الولدان المخلدين، وأبناء الريف العراقي والمناطق المسحوقة من زفت الأرض؟ أسئلة عفوية صادقة تصدر عن نفوس حائرة، ولا تجد لها جوابا.
الشفاء العاجل لجرحى الفقراء، والرحمة على أرواح الشهداء من أبناء الفقراء، ولا حول ولا قوة الا بالله.. الى اللقاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً