اراء و أفكـار

ترسانة الوثائق

حاتم حسن*

ليس كالمجرم المطارد من يرى الشرطي من مسافات بعيدة، وفي قلب الظلام… وذاك حال الموظف الفاسد مع الموظف النزيه الامين… وسيكون مرئيا عبر الافلاك والمجرات ان كان بموقع متقدم ومؤثر… والنزيه بدوره اذا كان بكفاءة متميزة ونباهة مناسبة لا يجهل دروب ومحاولات الفاسدين.

بل وقد يعجز عن ردعها والحد منه , فلا فرصة امامه سوى ان ينأى بنفسه عن وساخاتها , وقد يعمد لتوثيق عمله السليم ورفضه لكل ممارسة مدانة ليس فقط لادخارها للمستقبل وانتظار فرصة تطبيق العدالة… بل ولحماية نفسه من خبث ومقاصد الفاسدين… رغم يقينه ان الفاسدين ضيقوا التفكير وقد يرمون بانفسهم الى التهلكة ولا يحسبون لاحتياطات وتحرزات النظيف النابه المتهيئ للدفاع عن نفسه والجاهز بادلته بوجه الفاسدين…

هذه التحرزات والمحاذير قد تكشفت هذه الايام وبتنا نسمع هنا وهناك من يقف على خزائن من الوثائق والحقائق والاجراءات الحصينة والموزعة في اماكن متباعدة تظهر وتنبري للدفاع عنه وقت اقتراب العقارب منه.. وتتحول الى خنادق وقوات ردع وتدمير لكل تخبطات الفاسدين المحتملة… فيظن الموظف النزيه انه محصن بوثائقه وادلة نزاهته… بل الاهم هو ظنه انه يذود عن الحقيقة وعن الوطن، وعن واجبه الديني من وراء قبره… وبما يعني ان في العراق رجالا وقامات شامخة ونفوس كبيرة لم يجرفها اعصار الفساد وهؤلاء قد يكونوا بوظائف بسيطة جدا مثلما قد يكونوا بمواقع مسؤولة…
ذاك، من بين ما يعنيه , ان النزيه في بعض الدوائر موضع ريبة ومفروض عليه ان يتصرف كمتهم في مرحلة لا حقة ولا من يقف معه غير نزاهته الموثقة.. فهل حل هذا الوقت بحيث صار حديث الشارع عن نباهة وذكاء بعض الموظفين عندما عمدوا لتوثيق كل نشاطاتهم واعمالهم وادخارها ليوم الحساب؟؟؟
من بين الاراء ان الفاسدين اذا هجسوا قرب نهايتهم يمكن ان يعاجلوا للاجهاز على شهود اثبات جرائمهم وفسادهم… وبذا يثبت الموظف النظيف حكمته , ونظرته البعيدة، وحرصه على الشأن العام فقصد التوثيق وابقاء شهادته حية في الادراج السرية…
ورأي يرى في هذه الاحاديث فألا سيئا عند افتراض ان يكون للفاسدين صولة وجولة , خصوصا اذا لم تكن (رفسة موت) واعلان.. النهاية…. وللبدء بعرض مسلسل الفضائح المثيرة.. على ان يتوفر المخرج ثري الثقافة والموهبة ليشكل هذا المسلسل درسا للناس..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً