اراء و أفكـار

هادي العامري.. مسمار جحا الإيراني في العراق

داود البصري*

لا شيء أكثر بؤسا في العراق من رؤية عملاء النظام الإيراني المباشرين وقد أشهروا أسلحتهم وظهروا أمام الملأ كونهم من يمثل الشعب العراقي في واحدة من أبشع مكونات الكوميديا العراقية السوداء.

فالعملية السياسية باتت كسيحة حتى تعرت بالكامل مع إطلالة النظام الإيراني المباشرة على كل عورات ومثالب وحتى مفاتن العراق النازف, فالعقدة الأخيرة والخطيرة في تشكيلة الحكومة الأخيرة برئاسة حيدر العبادي كان الإعتراض الأميركي والأطراف الوطنية الأخرى على وجود زعيم عصابة بدر والعميد في الحرس الثوري الإيراني هادي العامري كمرشح قوي لوزارة الدفاع والتي هي حقيبة وزارية خطيرة ذات دلالات وطنية كبيرة, فتوزير العامري للدفاع وهو واحد من أتباع الخامنئي ويخضع لقيادة قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني يعتبر بمثابة احتلال إيراني حقيقي ومباشر للعراق.
فبالإضافة لتبعية العامري المباشرة للقيادة الإيرانية, فهو يقود تنظيما عسكريا عصابيا مارس بشراسة وبأوامر إيرانية مباشرة مهمة أصطياد وقتل الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب العراقية ¯ الإيرانية, إضافة لإغتيال عدد كبير من ضباط الجيش العراقي السابق الذي تحلل بعد الإحتلال الاميركي للعراق عام ,2003 والعميد الحرسي هادي العامري لو كان هنالك حكم وطني عراقي فإنه سيكون معروضا أمام المحاكم الجنائية العراقية بتهمتين ثابتتين هما العمالة للنظام الإيراني أولا, إرتكاب جرائم قتل وإغتيال إرهابية ضد كفاءات وطنية عراقية وعناصر وطنية دافعت عن حدود العراق أدت واجبها العسكري المنوط بها, الإصرار على توزير العامري يرسل إشارات خاطئة وخطيرة لصورة المستقبل العراقي, فالرجل كان فاشلا بالكامل في قيادته لوزارة النقل والمواصلات والتي حولها وزارة تعمل بأوامر والحرس الثوري والنظام الإيراني وتسهيل مهمة نظام طهران في دعم النظام السوري عن طريق فتح الأجواء العراقية وكذلك الحدود البرية لقوفل الدعم الإيرانية الموجهة صوب دمشق, وكذلك إرسال المقاتلين تشكيل الميليشيات, كما أن فضيحة إعادة الطائرة اللبنانية بسبب إبن هادي العامري لم تكشف جميع أوراقها وتم تجاوزها ولم يعاقب الوزير أبدا ولا أي مسؤول آخر في وزارة النقل بل تمت طمطمة القضية وإدخالها في غياهب النسيان ضمن قضايا وملفات فضائح عراقية عديدة تم قبرها والإجهاز عليها بالكامل, خصوصا ان الشعب العراقي في مجمله شعب سلبي قد أخذت منه الطائفية مأخذا صعبا و لم يعد يهتم بمصالحه العامة والوطنية بل إنعزل طائفيا وفئويا للأسف وبما يؤسس لإندثار الدولة وانكماش الهوية الوطنية.
هادي العامري في البداية والنهاية هو نموذج رث للأطراف الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني حتى النخاع, وهو نبتة إيرانية مسمومة في التربة العراقية المسمومة بدورها بمخلفات اليورانيوم المنضب وتفاهات التاريخ خرافاته المتوارثة, ووجوده في أي وزارة عراقية يعني تهاوي تلك الوزارة وعدم جديتها, فمكان هادي العامري الحقيقي هو خلف القضبان وهو وأمثاله لا يختلفون عن داعش بشيء بل لربما كانت جرائمه وجرائم تشكيله العصابي أشد بؤسا من جرائم”داعش” ! وأعجب كثيرا للموقف الاميركي السلبي من الرموز الإيرانية في السلطة العراقية وحيث تتم مجاملتهم والتعامل معهم وتناسي جرائمهم ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط منذ ثمانينات القرن الماضي؟ هادي العامري مجرد مسمار جحا إستثمرته إيران في تغلغلها الكبير في العراق الذي يمثل فتحا ستراتيجيا للمصالح الإيرانية في الشرق القديم, ولولا الرعاية الأميركية لتلكم العناصر الميلشاوية والإرهابية لما تعملقت لهذه الدرجة ولما استطاعت أن تكون أرقاما صعبة يشار لها بالبنان, بل وتتوقف على أراداتها الرثة مستقبل الإنسان العراقي التائه بين الخرافة والعصرنة؟
عجيب أمر العراق فهو البلد الوحيد في العالم الذي يتمكن العملاء فيه والجواسيس من الوصول لمنصب الوزير وتلك وايم الحق قاصمة الظهر.
ومازال للإيرانيين في البيئة العراقية عفاريت يحركونها وفقا لمشيئة الولي الفقيه وإرادته التي تحولت لقوانين مقدسة في العراق للأسف.

– See more at: http://al-seyassah.com/%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D8%AD%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9/#sthash.pHcMVF1Y.dpuf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً